أجمع المشاركون في المؤتمر العلمي “نحو استراتيجية فعالة للتوعية بأخطار المخدرات وأضرارها”، الذي تنظمه جامعة الملك عبدالعزيز، بجدة على ضعف التوعية والتثقيف بأضرار المخدرات في المؤسسات التعليمية وبخاصة بشطر الطالبات، مشيرين إلى أن هناك إغفالًا كبيرًا لأهمية التوعية بمخاطر المخدرات في القطاع التعليمي وبخاصة بقسم الطالبات. وانتقذ المشاركون اقتصار الحملات لايام محددة يتم تنظيمها حملات التوعية فيها لمدة أسبوع إلى أسبوعين وتتوقف فيها الحملة طوال العام. في الجلسات العلمية الستة التي بدأت صباح أمس عن دور الأسرة في التوعية الوقائية بأخطار المخدرات وأضرارها.. وقالت صاحبة السمو الأميرة موضي بنت عبدالله آل سعود في ورقتها التي تحدثت فيها عن ظاهرة المخدرات أساليب التوعية الوقائية في المجتمعات النسائية واشارت إلى أن مشكلة المخدرات باتت تتصاعد معدلاتها بشكل ملحوظ تثبته معدلات تنامي المضبوطات التي زادت عام 2010م قرابة 7 أضعاف عما كانت عليه عام 2000م والمخدرات بصفتها مشكلة خطيرة في حياة الأفراد والمجتمعات باتت تستهدف فئات المجتمع كافة من رجال ونساء وأطفال. وذكرت الأميرة موضي أنه على الرغم من الجهود الأمنية الهائلة إلا أن تهريب المخدرات وتوزيعها تخطت كل الحواجز وواصلت عمليات الافساد والتخريب واستهداف الاجيال الشابة وأرقام الاحصائيات الصادرة في هذا المجال مؤلمة جدا واذا كانت المؤسسة الأمنية في بلادنا تبذل قصارى جهودها على مستوى المكافحة فانه يجب أن تتضاعف الجهود أيضا في مجال الوقاية والتوعية وبعد ذلك العلاج والتأهيل واعادة الدمج في المجتمع. وأشارت الأميرة موضي الى أن بيانات وزارة الداخلية تدل على أن الذكور أكثر عرضة للتعاطي من الإناث وأن الإناث أقل تعاطيًا من الذكور إلا أن أعدادهن أخذت في الازدياد فعلا وان غير المتزوجين هم اكثر الفئات العمرية المعرضة للتعاطي من فئة الشباب في عمر ( 20-30 سنة فأكثر) وان العاطلين عن العمل أكثر عرضة للتعاطي بعد ذلك المتسببون ثم الموظفون والطلاب والاعداد في تزايد. واشارت سموها إلى انه لا يوجد احصاءات رسمية عن اعداد التعاطي بين النساء غير أن بعض الدراسات والمسوحات التي ما زالت تحت التحليل تشير إلى وجود معدلات زيادة عالية في نسبة التعاطي بين النساء ينبغي التوقف عنده بشكل كبير. وشخصت الأميرة موضي في ورقتها الأسباب التي قد تجعل النساء يدمن التعاطي والتي منها توافر المخدرات وسهولة الحصول عليها والاضطرابات الشخصية وتقصير الأسرة في القيام بمسؤولياتها التروبية ورفيقات السوء والفراغ والاعلام المثير وضعف الوازع الديني والبيئة الاجتماعية السيئة والظروف الأسرية التي قد تلعب دورًا في انحراف الفتاة. وأنهت الأميرة موضي ورقتها بتقديم اقتراحات للتوعية الوقائية بين النساء لمواجهة المخدرات والتي بدأتها بالتربية الوقائية وتنمية الموارد البشرية في مجال التوعية الوقائية بين النساء والاستفادة من الاعلام التقليدي والالكتروني في مجال توعية النساء، وتفعيل دور مراكز التوعية النسائية باضرار المخدرات في مناطق المملكة كافة، وتنشيط الفعاليات الثقافية وتنظيم دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في التوعية النسائية باضرار المخدرات، وضرورة الاستفادة من جهود القطاع الخاص لدعم التوعية النسائية باضرار المخدرات. وأشار الدكتور محمد بن عبدالله شاووش استشاري الطب النفسي ونائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي إلى أضرار الكحول والمخدرات وتأثيرها في قيادة المركبة وقال: اجريت دراسة على 100 مدمن في مستشفى الأمل بجدة واتضح أن 88% منهم كانوا يقودون السيارات بينما 12% منهم كانوا مرافقين لقائدي سيارات متعاطين اثناء ارتكاب الحوادث وان 89% كانوا يقودون السيارات وهم تحت تأثير التعاطي بشكل مستمر او متقطع وبين أن الدراسة اظهرت نوعية المواد الادمانية التي تناولها السائق اثناء حوادث السيارات اظهرت النسبة أن 51% استخدموا مواد منشطة و67% مواد طيارة و20% مواد حشيش، وأوصى في ختام ورقته بضرورة المراجعة الدقيقة للدراسات والاحصائيات فيما يتعلق بعوامل الخطورة والفئات الأكثر تعرضا ودراسة المعدلات الحقيقية للوفيات والاصابة المتعلقة بالقيادة تحت تأثير المسكرات والمخدرات. ورأى الدكتور محمد بن حسين الصائغ بضرورة انشاء وحدة متخصصة في كل جامعة واعتبرها مطلبًا ملحًا وأمرا مهمًا للوقاية من انتشار المخدرات وتعاطيها وعلى أن تكون تلك الوحدات قادرة على متابعة حالات تعاطي المخدرات ومدى انتشارها ورفع التقارير الدورية حيالها. واضاف الصائغ أن اللجنة الدائمة لمكافحة المخدرات في وزارة التعليم العالي قامت باعداد الخطة الخاصة بالوزارة في هذا المجال وفقا لملامح التصور الاولى لرؤية الخطة. التي تهدف إلى وجود بيئة جامعية خالية من المخدرات والمؤثرات العقلية واسهاما في حماية المجتمع من خطرها بما يسهم في تحقيق الأهدف الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، والتي تستهدف الوزارة فيها منسوبي الوزارة واعضاء هيئة التدريس والموظفين والملحقيات والطلاب المبتعثين. وتحدث الدكتور فايز بن عبدالله الشهري الأمين العام المساعد بأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عن دور المدارس في التوعية والتثقيف لتشكل مدارس تحمي المجتمع من تعاطي المخدرات عبر التثقيف والتعليم الرسمي. وتطرق الشهري إلى المشروع الوطني (مدارس تحمي المجتمع من المخدرات) الذي يستهدف حماية الطلاب والأسرة من خطر تعاطي المخدرات وذلك وفق الرؤية الاستراتيجية والتنظيمية التي تراعي كل ابعاد ومعايير العمل الاحترافي. وناقش الدكتور محمد أحمد الجويبر دور الإعلام في الحد من أخطار المخدرات، وكيفية السبل لاعداد البرامج الوقائية والاعلامية والتوجيهية والتوعية للوقوف في وجه المخدرات، واشار في ورقته إلى أن الاعلام الإلكتروني وسيلة عصرية فاعلة جدا يمكن من خلالها محاصرة هذه الآفة والتضييق عليها وعلى مروجيها.