هز مدينة مصراتة المحاصرة 13 انفجاراً قوياً استهدفت الضواحي الغربية والجنوبية الغربية للمدينة وهى مناطق تتمركز فيها القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. ويأتي ذلك فيما قالت منظمة «مرسي كوربس» إن سفناً إنسانية ما زالت عالقة في البحر غير قادرة على الرسو في ميناء مصراتة بانتظار إشارة حلف «الأطلسي» السماح لها بالرسو على الميناء بعد إزالة الألغام التي زرعتها قوات القذافي أمامه. وعن تفجيرات مصراتة، قال شاهد عيان إن الانفجارات وقعت بفارق عشر دقائق قبيل الساعة العاشرة والنصف ليل أول من أمس، على ما يبدو في الضواحي الغربية والجنوبية الغربية للمدينة التي يقطنها حوالى نصف مليون نسمة وفي المواقع التي تتمركز فيها كتائب القذافي. وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن طائرة أو عدة طائرات من دون طيار تابعة ل «الأطلسي» كانت تحلق عندما وقعت الانفجارات فوق المدينة. وفيما تواصل قوات «الأطلسي» قصف قوات القذافي من أجل فك الحصار على المدينة التي تتدهور أوضاعها الإنسانية في شكل مستمر، يبدو أن الميناء، الذي كان المنفذ الوحيد للمدينة للحصول على المساعدات الإنسانية وإخراج الجرحي والفارين على دول أخرى، ما زال معطلاً. وقالت منظمة «مرسي كوربس» إن سفينة إنسانية كانت عالقة مساء أول من أمس في مرفأ مصراتة، وإن ثلاث سفن تنتظر في عرض البحر الإذن من «الأطلسي» للرسو في الميناء. وأعلن «الأطلسي» الجمعة إزالة ألغام بحرية وضعتها القوات الموالية للعقيد معمر القذافي في الميناء. وقال فاضل مقدم من منظمة «مرسي كوربس»، غير الحكومية، إن المرفأ كان لا يزال «خارج العمل» مساء أول من أمس بانتظار الإذن من الحلف. وأضاف: «قال لي ضباط الحلف إنه لا تزال توجد ألغام بحرية. إنهم يعملون على إزالتها». وتنتظر السفينة الإنسانية التركية التي جاءت لإجلاء مدنيين ليبيين قبالة المدينة منذ يومين. كما وصلت سفينة للمنظمة الدولية للهجرة من المقرر أن تنقل نازحين أفارقة، وثالثة تنقل مساعدات إنسانية من مالطا. وهناك سفينة رابعة راسية في الميناء منذ الخميس بانتظار أن تبحر الى مالطا. وبالقرب من المرفأ، ينتظر مئات النازحين الأفارقة ومعظمهم من غانا والنيجر في مخيم بائس ترحيلهم بعد أن نفد كل ما لديهم من ماء وطعام، وباتت ظروف بقائهم لا تحتمل. وقال شاب من غانا: «نحن قرابة ألف شخص في هذا المخيم بانتظار ترحيلنا». ويضم المخيم البائس خيماً صنعت من بقايا ألواح وأكياس ينام فيها اللاجئون فوق الحصى ووسط القمامة. وأوضح الشاب: «ليس لدينا ماء ولا طعام، لا شيء». ولم ينفذ الطعام من اللاجئين فقط، بل نفد أيضاً لدى سكان مصراتة المحاصرة منذ شهرين. وقال اللاجئ: «كان الناس يحضرون لنا الطعام والماء، ولكنهم توقفوا عن المجيء». وقال فاضل مقدم إن «عدد اللاجئين يتغير. عندما تتعرض المنطقة للقصف، يهربون. يبحثون عن ملجأ يحتمون فيه». ودعا النظام الليبي الثوار في مصراتة الى الاستسلام مقابل العفو عنهم، كما هدد بمهاجمة كل سفينة تدخل الميناء. وقال الجنرال البريطاني روب ويغيل يوم الجمعة إن سفن «الأطلسي» أعترضت سفناً صغيرة كانت تزرع ألغاماً. وقال الحلف إن بعض الألغام وضعت على بعد كيلومترين الى ثلاثة كيلومترات من الشاطئ. الى ذلك أفاد مراسل «فرانس برس» أن شبكة الهاتف الجوال عادت للعمل في مصراتة بعد أن ظلت مقطوعة منذ 16 آذار (مارس) الماضي. وقال سكان إنهم لاحظوا عودة شارة الشبكة الهاتفية على هواتفهم منذ مساء الجمعة ولكن من دون أن يتمكنوا من الاتصال. ولكن ابتداء من بعد ظهر أول من أمس قال أحد السكان: «تمكنت اليوم من الاتصال بأصدقائي في طرابلس مرتين»، طالباً عدم كشف اسمه حتى «لا أسبب لهم مشاكل». وخرج العديد من سكان المدينة الى شاطئ البحر والهواتف بأيديهم محاولين إيجاد مكان مناسب لالتقاط شارة الهاتف. ولكن الاتصال كان لا يزال صعباً بسبب الضغط على الشبكة المحلية، غير أن بعض الأهالي تمكنوا من الاتصال بعد عشرات المحاولات كما قالوا. ونجح الثوار في مصراتة يوم الاثنين الماضي من إخراج قوات القذافي من المدينة. لكن تستمر المواجهات في الضواحي وخصوصاً حول المطار.