حقق الهلال بطولة كأس ولي العهد ثم حقق بطولة الدوري، ولا جديد في ذلك، فالبطولتان حققهما الفريق الهلالي الموسم الماضي، ونجح في المحافظة على اللقبين كنتاج طبيعي للعمل الاحترافي الذي يدار به النادي. فرح الهلاليون بهذه الإنجازات المتتالية، وهذا من حق الفريق الكروي والجهازين الفني والإداري ومن حق أنصار النادي في كل أنحاء الوطن ومن حق مجلس الشرف وأعضاء الشرف الداعمين، وكل فريق يحقق إنجازاً من حقه الفرح، فالبطولة، أي بطولة ثمنها غالٍ من التعب والتخطيط والجهد على الصعد كافة، ولكن هل استوعب الهلاليون أهمية المرحلة التي يعيشونها؟ وهل استوعبوا أهمية البطولة الآسيوية وبطولة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين؟ المستوى الفني للفريق الهلالي مهزوز ويتأرجح بين الوسط وما دون ذلك، وهذه حقيقة يجب ألا تغيب عن مسيري الفريق الكروي، فتحقيق البطولة لا يعني العافية والقوة، ولا يعني إن كل شيء تمام التمام، وإذا أعتقد الهلاليون بذلك فقد يدفعون الثمن في البطولتين المهمتين المتبقيتين لا سمح الله. أعرف ان مثل هذا الكلام يقلق الهلاليين، وان التطبيل للمنجز الذي اتى بجدارة واستحقاق ألطف وأجمل على الاذن وعلى المشاعر، لكن واقع المنافسات السعودية المحلية، يؤكد ان فريق الهلال الكروي أفضل السيئين، وان الفرق السعودية منذ مشاركتنا في بطولة الأمم الآسيوية في قطر في كانون الثاني (يناير) الماضي وهي تترنح تحت وطأة الغياب الفني للاعبين الدوليين كافة، وتحت وطأة الغياب الجماهيري الواضح، اذ بدت بعض مبارياتنا المحلية بمدرجات خالية تماماً، وتحت وطأة التوقفات التي قصمت ظهر عمل المديرين الفنيين، ويضاف على ذلك سوء اختيار اللاعبين الأجانب (إذ رددت غالبية جماهير الأندية عدا الهلال عبارة، يا من شرا له من حلاله علة، وجبناك يا عبدالمعين تعين لقيناك يا عبدالمعين تنعان، أو حول هذا تدندن الجماهير لمغلوبة على أمرها). الهلال في طريقه لفرض هيمنته على البطولات المحلية لتوافر مقومات التفوق الميداني وخارج الميدان، وهذا ما جعل أنصاره في حالة نهم متواصل ويفضلون توسيع الفارق الرقمي من البطولات مع كل الأضداد، ويعرفون أن كل هلالي يتلذذ بالبطولات ولكن لا يشبع، ولن تكتمل شلالات الفرح إلا بالبطولة الآسيوية التي يشق الفريق طريقه نحوها بشخصية البطل فتفاءلوا بالخير تجدوه. [email protected]