اجتمع شباب الرياض، وبعض من «شيبانها» على هدف نبيل نهاية الأسبوع الماضي، كان البحث عن الشاب الصغير عبدالعزيز الزومان الذي يعاني - شفاه الله - من التوحّد، وكانت الحملة على «الفيسبوك»، وعلى بعض الصحف التي تصدّرتها «الحياة» ذات جدوى وفعالية كبيرة، وأثبتت أن هناك وعياً يتنامى بوسائل الاتصال الحديثة، وعرف بعضهم كيف يستثمرها في أشياء لا علاقة لها ب «التميلح». الحمد لله على سلامة عبدالعزيز، وعلى عودته لأهله، وعلى وجود نخوة بين «الفيسبوكيين» و«الإنترنتيين»، أثق أنها ساعدت عائلته والجهات المختصة، وأنها أبهجت الجهات الأمنية. الأمر يفتح الباب أكثر أمام الاستثمار الأمثل لوجود آلاف البشر على خط تواصل واحد، يشكّل قوة إيجابية يمكن استخدامها اجتماعياً على نطاق واسع للتأثير على سلوكيات الناس، وتحسين بعض ما نتفق على أنه لا ينتمي لثقافتنا أولاً، وللثقافة الإنسانية العامة التي تتفق وتلتقي في نقاط عدة باتت اليوم ما يمكن تسميته الأخلاق العالمية. الجميل أيضاً هو تعدد الأطياف الفكرية، والشرائح العمرية، والمستويات التعليمية، فشاهدنا على الصفحة التي أنشئت لهذا الغرض الطالب، الأميرة، الأمير، الأكاديمي، المثقفة، الإعلاميين، وغيرهم كثر من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب، والأجمل تناسيهم لكل الاختلافات بينهم وتوحّدهم على هدف واحد. الفكرة التي أوحت بها المبادرة، أن الصفحات ذات الأهداف إذا كانت واضحة الهدف، محددة التخصص، تكون فعاليتها أكبر من تلك التي تحمل عناوين عامة، تجعل فعاليتها ضعيفة، ومشاركاتها فضفاضة. انظر مثلاً ملفاتنا «الاتصالية» حالياً في الصحف و«الإنترنت» بكل مواقعه، تجد هناك مثلاً الفساد، الغلاء، الصحة، التعليم، المساكن، الحرب ين «ذوليك» و«ذولاك» على استقطابنا عبر «حشهم» في بعضهم بعضاً من دون فائدة تعود علينا على أرض الواقع، ومن دون أن نتحرك وإياهم إلى الأمام أي مسافة عملية أو تنفيذية، وبعض المواقع والمنتديات والصفحات تحمل عناوين كبيرة تجعلها مع الوقت تتبلد، أو تغيّر اتجاهها، أو تتحوّل إلى موقع «تشبيك». إذا كان هناك مريض حالته حرجة، موثّقة، ويتجول به ذووه بين المستشفيات، يجب أن نفتح له صفحة باسمه وحالته وتشخيصه، ونضيف فيها كل طبيب ومسؤول وإعلامي نعرفه في البلد، وإذا كانت هناك جهة يعرف أحد فيها مشروعاً متعثّراً لسبب ننشئ صفحة له بالاسم، وهكذا دواليك، وتتولى الصحف دعم ما تراه جديراً بلفت نظر الجميع، المسؤول صاحب القرار، والمواطن والمقيم صاحبا الحاجة إلى المتابعة والمعرفة. كانت لحظة إعلان العثور على عبدالعزيز من تلك اللحظات التي تعرف كنهها، لكنك تعجز عن وصفه، تخيلوا كم من اللحظات نستطيع أن نعيش في المستقبل؟! [email protected]