على رغم الصعوبات الاقتصادية التي تشهدها الأسواق الأوروبية الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة إلا أن القاهرة استطاعت الحفاظ على أعداد السياح الوافدين منها وهو ما يؤكد القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري. ودلل وزير السياحة المصري زهير جرانة على ذلك بالمعدلات التي حققتها السياحة البريطانية في أشهر الشتاء المنصرمة بارتفاع نصيب مصر في هذه السوق من 7.3 في المئة إلى 10.2 في المئة. ويؤكد منظمو الرحلات أن مصر مستمرة في جذب المزيد من السياح من هذه السوق. جاء ذلك في كلمة ألقاها جرانة في الاحتفال الذي أقيم لمناسبة انتهاء مشروع «التعزيز المؤسسي للهيئة المصرية لتنشيط السياحة» (إيتا)، «مشروع التوأمة» بين الجانبين المصري والنمسووي الذي استمر لمدة ثلاثة أعوام بتمويل من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج المشاركة المصرية الأوروبية، وحضر الحفل سفير النمسا في القاهرة الدكتور توماس نادر والدكتور صفوت النحاس رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ورئيس الهيئة المصرية لتنشيط السياحة عمرو العزبي والسفير جمال بيومي ممثلاً عن وزارة التعاون الدولي. واستعرض جرانة أهم جوانب المشروع حيث أوضح أنه يعتمد على ست ركائز هي استراتيجية التسويق وعملية التسويق وتكنولوجيا المعلومات والتصميم المؤسسي والموارد البشرية والتدريب. واشار إلى أن المشروع حقق الكثير من الإنجازات من بينها إعداد استراتيجية متكاملة تعتمد عليها هيئة التنشيط في التسويق، إلى جانب خطة متكاملة لتكنولوجيا المعلومات ستساهم في تنفيذ النظام التكنولوجي الجديد للهيئة، كما تم إنشاء عدد من الوحدات الجديدة في الهيئة مثل وحدة أبحاث التسويق ووحدة السياحة الصحراوية ووحدة السياحة العلاجية وغيرها. وتناول جرانة النجاح الذي تحقق في مجال التدريب حيث تم إيفاد مجموعة من العاملين في الهيئة إلى النمسا للتدرب عملياً. ولفت السفير النمسووي إلى نجاح التوأمة بين مصر والنمسا بفضل التصميم الممتاز للمشروع، والالتزام الكبير لفرق العمل من كلا الجانبين ما أدى إلى تعزيز مجالات جديدة مثل السياحة الصحراوية والسياحة العلاجية. كما ركزت بشكل خاص على التطوير المؤسسي لهيئة تنشيط السياحة وعلى التعاون مع القطاع الخاص الذي من شأنه المساهمة في تنمية مصر كمقصد سياحي رئيسي. ومن جانبه أعرب السفير جمال بيومي عن سعادته بالإنجازات التي حققها مشروع التوأمة في مجال السياحة بين النمسا ومصر، مؤكداً أن نجاح هذا المشروع هو مثال للفوائد الكبيرة للتعاون بين الإدارات العامة في مصر ونظرائهم الأوروبيين. وأكد رئيس هيئة تنشيط السياحة النجاح الذي أثمر عنه العمل المستمر في هذا المشروع خلال الأعوام الثلاثة الماضية والاستفادة المتبادلة من كلا الطرفين لتطبيق أفضل الممارسات في أوروبا في مجال التنشيط السياحي. ويشار إلى أنه تم تنفيذ المشروع من قبل الوكالة النمسووية للتكامل الأوروبي والتنمية الاقتصادية. وتعد هذه التوأمة الأكبر في مصر حتى الآن، بتمويل قدره 2.3 مليون يورو ويشترك فيها 30 من الخبراء الأوروبيين معظمهم من النمسا، إضافة إلى خبراء من بعض الدول الأوروبية الأخرى، ومنها هولندا وسلوفينيا وألمانيا وأيرلندا وبريطانيا.