في تجربة هي الأولى من نوعها، استضافت المديرية العامة للدفاع المدني، أصمَّ لتدريب منسوبيها على التخاطب بواسطة «لغة الإشارة»، التي قد يحتاجون إليها للتواصل مع الصم والبكم. وعلى مدى 5 أيام نظّمت «جائزة الشيخ محمد بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة» دورة في معهد الدفاع المدني في الرياض لتعليم أكثر من 20 من منسوبي الدفاع المدني المهارات الأساسية في التواصل، من أجل التخاطب مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم في حال وقوع أمر طارئ. وأوضح رئيس اللجنة الإعلامية لجائزة الشيخ محمد بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة الدكتور حمدان الغامدي ل «الحياة»، أن الدورة تأتي في إطار نشر لغة الإشارة بين فئات المجتمع، لمعرفة ما يطرحه الصم والبكم، ما يجعلهم يختلطون بالمجتمع بدل انعزالهم وحدهم بسبب صعوبة التواصل. وأشار إلى أهمية معرفة موظفي «الدفاع المدني» لغة الإشارة من أجل التواصل مع فئة الصم والبكم التي قد تتعرّض لأزمة طارئة أو تريد مساعدة رجال الإطفاء في معلومة ما أو إنقاذهم ولكن لا يستطيعون إيصالها بشكل صحيح بسبب انعدام الحوار بينهم، لافتاً إلى أن دورات أخرى ستنظم لقطاعات أمنية أخرى في المستقبل، بهدف تعزيز لغة الحوار، مشيراً إلى أن القائمين على الجائزة قدموا خلال الأعوام السبعة الماضية دورات عدة في جامعات المملكة ومؤسسات المجتمع لإزالة الفجوة بين المجتمع وذوي الإعاقة السمعية والكلامية. من جهته، ذكر مدرب لغة الإشارة الأصم صلاح المالكي أنه كان متخوّفاً من صعوبة التواصل مع موظفي الدفاع المدني الذين لا يملكون معلومات تذكر في ما يتعلق بلغة الإشارة، ولكن طموح المتدربين وحماستهم أزالا التوجّس الذي كان يخالجه على حد قوله. وأضاف ل «الحياة» عبر مترجم للغة الإشارة، أنه وجد تفاوتاً بين المتدربين في استيعاب لغة الإشارة، لكنه استطاع تزويدهم بأكثر من 60 في المئة من المعلومات الأساسية التي يحتاجونها عند التعامل مع الصم والبكم، لافتاً إلى أن هذه الفئة تواجه صعوبات جمّة في إيصال الشكاوى، ويصعب عليها جلب مترجم في كل مكان تذهب إليه، ولهذا يعاني عدد كبير من أفرادها من تهميش العاملين في القطاعات الحكومية والخاصة عند معرفتهم أنهم لا ينطقون. وتطرّق إلى أن الصم يواجهون صعوبة في التأقلم مع أطياف المجتمع كافة بسبب لغة الإشارة التي تقف حائلاً بين الطرفين دائماً، ما يجعل الهوة تتسع وتمنع اندماجهم بشكل سريع، ولهذا نجد كثيراً منهم يتوارون عن الأنظار ويفضّلون العزلة، مؤكداً سعيه إلى عقد دورات لتعليم المواطنين في جميع القطاعات لغة الإشارة. وذكر أحد المتدربين في الدورة العريف محمد القحطاني ل «الحياة»، أن موظفي الدفاع المدني كانوا متخوّفين عند بدء الدورة، خشية عدم إجادتهم لغة الإشارة، ولكن خلال الأيام الخمسة التي تدربوا فيها استطاعوا تعلّم المهارات الأساسية التي يستطيعون التواصل من خلالها معهم بكل يسر وسهولة، مشيراً إلى أنهم تعلموا كيف ينطقون الأسماء والأرقام وتحديد الموقع عن طريق الإشارة. ولفت إلى أن موظفي الدفاع المدني كانوا يواجهون صعوبات جمة في التعامل مع فئة الصم والبكم لعدم معرفتهم بما يقولون.