لم يمر الموقف الحرج والمؤلم الذي عاشه منسوبو قسم الجراحة في أحد مستشفيات جدة، بوقوفهم عاجزين عن فهمهم لغة الإشارة التي حاول «أصم» أن يشرح لهم معاناته المرضية من خلالها، على رغم حاله الطارئة التي لا تحتمل التأخير، من دون أن يؤثر فيهم، ويوقظ ضمائرهم نحو تلك الفئة التي تعاني في المجتمع، لاسيما وأن الأطباء والممرضين وجدوا لتضميد الجراح والالتفات إلى من يتألمون في صمت. لذلك قررت الشؤون الصحية في جدة تنظيم دورات خاصة لتعليم لغة الإشارة لموظفي المراكز الصحية، إذ تم تسجيل 100متدربة في ثلاث دورات، ليتعلمن أحرف الهجاء والأرقام ومصطلحات طبية خاصة، خلال الدورة التي تستمر أسبوعاً، وتسلم المتدربات شهادات من الاتحاد العربي للصم. وقالت اختصاصية الصحة العامة في إدارة الرعاية الصحية أحلام نتو: «إن فكرة الدورات نبعت عندما حضر أحد الصم في قسم الجراحة في أحد المستشفيات، وشرح للأطباء عن معاناته المرضية بلغة الإشارة بيد أنهم لم يفهموا منه، على رغم أنه كان يتألم وبعد مضي ساعة، حضرت إحدى مترجمات لغة الإشارة، وشخصت حاله وتمكنوا من إنقاذ حياته». وأوضحت أنه بعد هذه التجربة بدأ التنسيق مع جهة متخصصة في لغة الإشارة وعرضت فكرة تعليم لغة الإشارة لعاملي المراكز الصحية بجميع فئاتهم، مشيرة إلى أنه تمت رعاية الفكرة من قبل عضو المجلس الأعلى للنادي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز، وتم تحديد مركز التدريب والتعليم في الحمراء مقراً لتنظيم الدورة. وأكدت رئيسة مجلس إدارة نادي الصم فائزة نتو أنه تم تسجيل 100 متدربة لثلاث دورات متتابعة، ومدة الدورة الواحدة أسبوع يتم فيها تعليم أحرف الهجاء والأرقام، ومصطلحات خاصة طبية، مشيرة إلى أن هذه الدورات مخصصة لفئة عاملي المراكز الصحية. ولفتت إلى أن المتدربات يحصلن على شهادات من الاتحاد العربي للصم، بعد اجتيازهن اختبارات يومية عملية للتأكد من استيعابهمن لها ولكسر حاجز الخجل لديهن، موضحة أن إحدى طالبات المركز هي التي تختبر المتدربة وتجري الاختبار العملي لها. وقالت نتو: «الهدف من تنظيم هذه الدورات إيجاد مترجمين في المستشفيات والمراكز الصحية، ليستطيعوا خدمة هذه الفئة والتعرف على شكواهم وتوجيههم، حتى لو تمكنا من تعليم شخصين على الأقل في المركز الواحد، وخطتنا تشمل جميع المراكز الصحية في الوقت الحالي، وبعدها سنقدم خدماتنا لتغطية القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء السعودية». بدورها، أكدت اختصاصية النساء والولادة هدى بادخن «أنهن يواجهن مشكلات كبيرة أثناء علاج فئة الصم، بسبب عجزهن على التواصل معهم، لاسيما إذا لم يتواجد أحد أفراد أسرهم أو مترجم للغة الإشارة». مشيرة إلى أن الهدف من التحاقها بدورة لغة الإشارة، لتتمكن من التفاهم مع هذه الفئة والتعرف على شكواهم.