«في حينا فعالية؟، لا أتوقع ذلك»، استفهام بدأه أحد سكان حي جرهم (جنوبمكةالمكرمة) حسن عبدالله اليامي مستغرباً من عدم شمول حيه لأي برنامج أو نشاط ثقافي أو اجتماعي يعود بالفائدة عليه وعلى أبنائه وأفراد حيه. وقال اليامي ل «الحياة»: «منذ نعومة أظفاري وحتى تزوجت ورزقت بأبناء وأنا لم أشاهد أي فعالية أو لقاء ينظمه مركز الأحياء التابع لي، حتى في الأعياد والمناسبات السعيدة تمنيت أن أشاهد برنامجاً أو فعالية للمركز تزورنا أو تنصب خيامها عند حينا من دون جدوى أو فائدة تذكر». ويعاني عدد كبير من سكان الأحياء في مكةالمكرمة، خصوصاً الشعبية منها من عدم وجود أي تنظيم فعاليات أو برامج ثقافية كانت أو اجتماعية أو أسرية، كتلك التي تعمل على تنظيمها جمعية مراكز الأحياء ، وتختلف أسباب ذلك باختلاف موقع الحي وأهميته، ومدى الكثافة السكانية التي يزخر بها. ويؤكد اليامي أنه ومعه خمسة من أبنائه، وغيره من العائلات التي تسكن الحي يتطلعون إلى اليوم الذي يرون فيه بعض الفعاليات أو البرامج الثقافية أو التوجيهية أو الترفيهية تنظم في حيهم الكبير. وقال: «حيُّنا كبير وشاسع، وبه عدد كبير من السكان، ويحتاج فعلاً لبعض البرامج والفعاليات، خصوصاً أننا مقبلون على الإجازة الصيفية التي نعاني ويعاني فيها أبناؤنا من فراغ كبير لا نعلم كيف نملؤه، لا سيما ونحن لا نملك الإمكانات المادية الكبيرة التي نستطيع من خلالها السفر إلى أي مكان قريباً كان أو بعيداً». من جانبه، أبدى ساكن آخر في الحي عبدالله إسماعيل رغبته في أن يشمل حيه ما يشمل بعض الأحياء الأخرى من برامج وفعاليات حتى تعم الفائدة الأحياء كافة. وقال: «إننا بهذا الفراغ الكبير الذي نتركه، نضع أبناءنا وشبابنا في مهب الريح، ونحملهم على الاتجاه نحو أمور ضارة أو منحرفة كالانغماس في وحل المخدرات، والسهر المبالغ فيه، وهو ما نستطيع إيقافه والحد منه من طريق تنظيم هذه الفعاليات داخل الأحياء والمواقع السكنية التي تشهد كثافةً بشرية كبيرة». وأوضح إسماعيل أن الجميع يعلم أن جمعية مراكز الأحياء تنظم عدداً من المناشط الترفيهية والاجتماعية، لكن الواقع يقول إن كل تلك الفعاليات تكون خارج أسوار الحي، أو في أماكن بعيدة، لا تستطيع غالبية العائلات الوصول إليها. كل ما نريده هو أن تدخل إلى جميع الأحياء وتعمل على جذب الشبان نحو هذه البرامج وإشراكهم فيها. يذكر أن جمعية مراكز الأحياء في مكةالمكرمة تنظم وبشكل مستمر عدداً من البرامج والفعاليات التي تستهدف الأسرة بكامل أفرادها. وتنظم سنوياً مهرجانين كبيرين يزورهما يومياً نحو 10 آلاف زائر من داخل مكة وخارجها. تشمل الأسواق الشعبية، وعرض منتجات الأسر والحرف اليدوية، إضافة إلى ألعاب الأطفال والمطاعم والمسرح المفتوح والمسابقات والحفلات ونحوها. لكن ما يؤخذ على هذه الفعاليات أن مواقع تنظيمها دائماً ما تكون خارج أسوار النطاق العمراني لسكان مكة أو تبعد عن أحيائهم وأماكن تجمعاتهم المعتادة (كمواقف حجز السيارات، أو الميادين البعيدة نوعاً ما عن الأحياء والحارات الشعبية في مكة).