(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يُرى ثم يُجزاه الجزاء الأوفى) الآية... السعي لإنقاذ البيوت العامرة، ومنع حدوث الخلافات العائلية، التي قد تصل للطلاق، هذا السعي ينقذ الأسرة من التفكك، يعمل على استمرار الحياة الزوجية، وبالتالي تماسك المجتمع، وإذا تفككت الأسرة ينعكس أثره على المجتمع، ويعرقل النماء والتطور. «كرسي محمد عبده يماني» الذي أنشئ في جامعة المؤسس، لإصلاح ذات البين، سيسهم إسهاماً فعالاً في الأبحاث الضرورية للتوصل إلى أنجع الحلول العلمية لإصلاح ذات البين، ويعطيه بُعداً علمياً لأنشطته، مع إشراك عمدة الحي ومراكز الأحياء بمشاركة المجالس البلدية وشرطة المنطقة والشؤون الإجتماعية، وحقوق الإنسان، لأن لكل جهة دورها الفاعل في التأثير على السكان، بتناغم وتكامل إجتماعي، فلا ترى أي أسرة نفسها معزولة، أو أن المجتمع لا يعنيه أمرها. الجيران لهم أهمية قصوى في ذلك، «مازال جبريل يوصيني على الجار حتى ظننت أنه سيورثه»، الحديث. فمن الأهمية بمكان التواصل مع الجيران، لأن ذلك سيكون العمود الفقري في منع حدوث مشكلات أسرية في داخل الأسرة، لأنهم سيحسبون ألف حساب قبل إنفلات الأمور لتصل حد حدوث شرخ فيها! فالجيران المتعارفون والمتعاملون، يصبحون قُدوة لبعضهم البعض، وسيحرصون كل الحرص على عدم نشر الغسيل! ويكتسبون بذلك مناعة ضد التسرع في الانجراف إلى الخلافات العائلية، فحُسن الجيرة يسهم في قوة تماسك الأسرة، إذ سيُحجم الجميع عن الاستسلام للغضب، وسيعملون على ضبط الأعصاب، ويبادرون إلى حل المشكلات بهدوء وروية. كرسي «محمد عبده يماني» يقوم بالتأصيل العلمي في إصلاح ذات البين والشفاعة الحسنة، مع نشر نتائج الأبحاث، خصوصاً في المرحلة الراهنة من حياة الناس، وارتفاع نسبة الطلاق، وإحجام الشباب عن الزواج، وبالتالي زيادة معدل «العنوسة»، والبطالة المتزايدة، وتدني مستوى الدخل، وزيادة الأسعار، وصعوبة الحصول على السكن، وكلها مجتمعة أو متفرقة تؤدي للاحتقان داخل الأسرة، ولابد من تدارك الأمر قبل فوات الأوان، وقبل الوصول إلى لجنة «إصلاح ذات البين». أصبح ضرورياً عقد دورات مجتمعية تثقيفية لنشر ثقافة إصلاح ذات البين، سواء بالمدارس في التعليم العام، أو التعليم العالي والجوامع وفي الإعلام. وكم من حالات طلاق، أو خُلع، أو إبقاء المرأة معلقة، كان بالإمكان تجنبها لو أتحنا لجهات إصلاح ذات البين والشفاعة الحسنة الفرصة الكافية للقيام بواجباتها، وكذلك منعنا حالات العنف الأسرى، أو حالات الهروب للفتيات، أو حالات طلاق النسب بدعوى عدم تكافؤ الأنساب؟ مع أن الجميع يدرك في قرارة نفسه معنى قوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، الآية، (وخيركم خيركم لأهله)، الحديث. [email protected]