وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مواقف المملكة العربية السعودية تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ب«الثابتة». وقال في كلمته خلال مؤتمر القمة الإسلامية الطارئة في مدينة إسطنبول التركية أمس (الأربعاء): «لا يفوتني هنا الإشادة بمواقف المملكة العربية السعودية الثابتة إلى جانب شعبنا وقضيتنا، وهذا ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في زيارتي الأخيرة إلى السعودية». وأضاف: «إن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل، وتعليماته بنقل سفارة بلاده إليها، انتهاك صارخ للقانون الدولي، والاتفاقات الموقعة، وبخاصة قرارات مجلس الأمن، واستفزاز للمجتمع الدولي»، مؤكداً إن «هذه الخطوات الأحادية للرئيس ترامب لن تعطي أية شرعية لإسرائيل في القدس، فهي مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية، عاصمة دولة فلسطين الأبدية، ولا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية من دون أن تكون مدينة القدس عاصمة لها، بل ولن يكون هناك سلام في المنطقة وفي العالم من دون ذلك». وقال: «إن استمرار إسرائيل بانتهاكاتها وممارساتها الاستعمارية، وبخاصة في القدس، يجعلنا في حل من الاتفاقات الموقعة معها، إذ لا يمكننا أن نبقى سلطة بدون سلطة، وتحت احتلال بلا كلفة، وهو ما يدعوننا إلى إعادة تقويم الموقف من خلال أطرنا الفلسطينية والمشاورات مع الأشقاء والأصدقاء، من أجل التعامل مع حكومة دولة فلسطين التي ستقوم بمهماتها كبديل عن السلطة الوطنية الفلسطينية»، داعياً إلى «تحديد علاقات الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي بدول العالم على ضوء مواقفها وردود أفعالها من قضية القدس، وبالتحديد من هذه الخطوة الأميركية». وطالب دول العالم بمراجعة اعترافها بدولة إسرائيل ما دامت تصر على مخالفة قواعد القانون الدولي، وخرق جميع القرارات الدولية منذ إنشائها عام 1948، والتوجه بمشاريع قرارات لمجلس الأمن، ولكل مؤسسات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، بهدف إبطال ما اتخذته أميركا من قرارات بشأن القدس، وفق المادة 27/3 من البند السادس لميثاق الأممالمتحدة، واعتماداً على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وشدد على ضرورة دعم مساعي دولة فلسطين في الانضمام لجميع المنظمات والمعاهدات الدولية باعتبارها حقاً طبيعياً لها، وبهدف تثبيت وجود دولة فلسطين في النظام الدولي. ودعا إلى تكثيف الجهود من أجل نيل دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأممالمتحدة، مؤكداً أن تعزيز صمود القدس يتطلب دعم الدول الإسلامية بكل الوسائل المادية والمعنوية. وحذر من أن «اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يمر بعد ما رأيناه من دول العالم بوقوفها ضد هذا القرار الظالم. إن فلسطين ستنصر وستنهي الظلم الذي وقع عليها، وعلى العرب والمسلمين والمسحيين والأحرار في كل أنحاء العالم، فالوعد الذي قدمه ترامب للحركة الصهيونية، وكأنه يهدي مدينة من المدن الأميركية، فهو الذي قرر ونفذ وفعل، والعالم أجمع، وللمرة الأولى في التاريخ، يقف وقفة واحدة من الشرق والغرب ضد قرار ترامب، وحتى تلك الدول التي تعودت الوقوف إلى جانب أميركا، مثل كنداوبريطانيا وأستراليا». ولفت الرئيس الفلسطيني إلى أن «وعد بلفور المشؤوم، الذي قدمته بريطانيا للحركة الصهيونية في تشرين الثاني (نوفمبر) 1917، لم تكن حينها بريطانيا موجودة في الشرق الأوسط، ولم يكن لها أية مسؤوليات على هذه البلاد، ومع ذلك تطوعت وقدمت أرض فلسطين للحركة الصهيونية بشراكة أساسية من الولاياتالمتحدة الأميركية، وكانت أميركا تتابع هذا الوعد خطوة بخطوة، حتى تم تنفيذه بعد الانتداب ومن خلال الأممالمتحدة».