قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض هربرت ماكماستر إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن الإثنين المقبل، استراتيجية جديدة للأمن القومي، تستند إلى التصدي للتطرف ولدول «متحايلة»، مثل كوريا الشماليةوإيران، متهماً قطر وتركيا بدعم أيديولوجيا التطرّف، وروسيا بتخريب السياسات الداخلية لدول. وحدد الجنرال المتقاعد الأعمدة الجديدة لهذه الاستراتيجية بأربعة خطوط: أولاً حماية الولاياتالمتحدة وشعبها، وثانياً تعزيز ازدهارها، وثالثاً ضمان «السلام من خلال القوة»، ورابعاً تعزيز النفوذ الأميركي. وشرح التحديات التي تواجه واشنطن، إذ قال في محاضرة أمام معهد الدراسات «بوليسي إكستشاينج»، شاركه فيها نظيره البريطاني مارك سيدويل، إن اثنين منها يأتيان من الشرق الأوسط، محدداً التطرّف الإسلامي وإيران. وصعّد لهجته ضد روسيا والصين، إذ اعتبرهما «قوتين تحريفيّتين» تقوّضان النظام الدولي. وندّد ب «ضلوع» موسكو في جيل جديد من الحروب، بما في ذلك تخريب سياسات داخلية لدول، وب «عدوان اقتصادي» تشنّه بكين. تلي هاتين الدولتين من ناحية التهديد، «أنظمة متحايلة مثل إيرانوكوريا الشمالية، لدعمهما الإرهاب وسعيهما إلى (امتلاك) أسلحة دمار شامل». وأشار ماكماستر إلى تحدٍ ثالث يتمثّل في «التنظيمات الجهادية المتطرّفة». وسُئل عن الإسلام السياسي ورأيه ب «الإخوان المسلمين» ومجموعات إسلامية أخرى، فأجاب بأنه معجب بدراسة أعدّها السفير البريطاني السابق جون جانكينز عام 2014، بقيت سرية، في شأن هذا الملف، وتنتقد «الإخوان» بشدة. وأضاف ماكماستر أن «الأيديولوجيا الإسلامية الراديكالية خطر ضخم على كل الشعوب المتمدّنة»، معتبراً أن الإدارات الأميركية السابقة لم تتعامل معه في شكل شامل. وتابع ماكماستر: «لم نولِ اهتماماً كافياً لكيفية دفع الإسلام الراديكالي المتطرف في مؤسسات خيرية ومدارس دينية ومنظمات اجتماعية أخرى». واتهم قطر وتركيا بهذه الأيديولوجيا، قائلاً: «هذا ما تفعلانه الآن». ورأى أن واحداً من أسباب مشكلات أنقرة مع الغرب يكمن في تفرّد حزب «العدالة والتنمية» بالحكم. وأكد أن إدارة ترامب ملتزمة التصدي لإيران، «خصوصاً في سورية وقطع الإمدادات لمجموعاتها وقطع مساراتها للسلاح النووي». ودعا إلى فرض عقوبات عليها، خارج إطار الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الست عام 2015، وامتنعت إدارة ترامب عن المصادقة عليه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. في موسكو (رويترز، أ ف ب)، علّق الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على خطاب ماكماستر، معتبراً أنه «خاطئ ولا يستند إلى أي معرفة محددة أو على معلومات محددة». وأكد أن روسيا «لا تنفذ نشاطات تخريبية متطورة ضد الولاياتالمتحدة». وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ذكّر بقول ترامب إن «دولتين مثل روسياوالولاياتالمتحدة لا يمكن ألا تربطهما علاقات بنّاءة». واستدرك: «الأمر ليس كذلك الآن، وجميعنا يعرف السبب. اختارت روسيا أن تغزو دولة ذات سيادة، هي أوكرانيا. كما اختارت، من خلال حرب هجينة، التدخل في العملية الديموقراطية هنا (في الولاياتالمتحدة) ثم في دول أخرى».