يعتبر الجنرال المتقاعد ماكماستر الذي وقع عليه اختيار ترامب لتسلم منصب مستشار الأمن القومي من الجنرالات أصحاب الباع الطويل في مؤسسة الدفاع الأميركية. للمستشار الجديد كتاب من أهم كتب البنتاغون "التقصير في أداء الواجب" وينتقد فيه استراتيجيات قادة الدفاع وسياسة الرئيس ليندون جونسون في حرب فيتنام، وقد شارك ماكماستر في حروب الولاياتالمتحدة في أفغانستان والعراق كما شارك في حرب تحرير الكويت ونال ميداليتي شرف من دولة الكويت والمملكة العربية السعودية عن جهوده في هذه الحرب، ويعتبر الجينرال ماكماستر من المنتقدين لتقليص حجم الجيش الأميركي والداعين لبناء جيش ضخم ومجهّز بأحدث التقنيات التكنولوجية.. وبحسب افتتاحية كان قد كتبها الجنرال ماكماستر لصحيفة الوول ستريت جورنال مارس الماضي، تتناقض مواقفه من روسياوإيران مع مواقف فلين الذي سبقه إلى المنصب إذ يجد ماكماستر أن التصرفات الانعزالية التي تقوم بها إيرانوروسيا ليست إلا تجارب ترمي فيها هذه الدول لاختبار مدى صبر أميركا على المس بمصالح حلفائها، ومن هذه الأفعال ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ومهاجمتها لأوكرانيا، ودعم إيران للميليشيات الإرهابية في الشرق الأوسط. هذه الأفكار التي يحملها الجنرال ماكماستر تجعله أقرب لخط المعارضين لنفوذ موسكو في الإدارة الحالية والذي يقوده نائب الرئيس مايك بينس ووزير الدفاع الجنرال ماتيس الذين ينادون بدعم حلف شمال الأطلسي وحماية أوروبا من التدخلات الروسية. وفي سياق الإطاحة بالمستشار السابق "مايك فلين" ألقى مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي جيمس كومي تقريرا سريا لمدة ساعة على لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ حول "تدخلات روسيا" واعداً بالمزيد من التحقيقات في تدخل روسيا بالانتخابات الأميركية" وبعد أن أدلى كومي بتقريره السرّي الذي لم تُعرف تفاصيل مضمونه بعد، كتب السيناتور ماركو روبيو وكان أحد الحاضرين في مجلس الشيوخ أثناء جلسة الاستماع لمدير ال اف بي اي "أنا واثق الآن من أن الجهات المختصة ستجري تحقيقا شاملا حول التدخلات الروسية والتحقيق سيشمل أعضاء الحزبين". بعد الإطاحة ب"فلين" أكثر المقربين من موسكو في إدارة ترامب يبقى الرئيس ترامب أكثر المتحمسين للعلاقة مع بوتين فيما هو محاط بإدارة متيقظة من تحركات موسكو، وأجهزة استخبارات باتت معضلة التدخلات الروسية على رأس قائمة تحقيقاتها.