كشف تقرير لجمعيتي "حقوق المواطن"، و"مدينة الشعوب"، أنه يعيش في الأحياء الواقعة خلف جدار الفصل العنصري 100 ألف مواطن مقدسي، وهم يشكلون ثلث سكان القدس. وفي التقرير، الذي تناول أوضاع القدسالشرقية، تبيّن ان أوضاع الفلسطينيين في القدس كانت بالغة الصعوبة هذه السنة، في ظلّ الإهمال المتواصل من قبل إسرائيل. وكتب معدو التقرير أنه على الرغم من أن ال 100 ألف فلسطيني، خلف الجدار، يخضعون لمنطقة نفوذ بلدية القدس، إلا أنهم لا يتلقون غالبية الخدمات الأساسية كالتعليم والإضاءة والبنى التحتية، كما لا تتواجد الشرطة في هذه الأحياء، ويتذمّر السكان من ارتفاع نسبة الجريمة، بما فيها أعمال السرقة والقتل. ويشير التقرير إلى انقطاع المياه في عشرات آلاف البيوت الواقعة خلف الجدار، في شهر آذار (مارس) الماضي. وتعكس المعطيات الواردة في التقرير حالة الإهمال الشديد والفقر والضائقة التي يعيشها السكان، ويشير الى ان 75 في المائة من سكان القدسالشرقية يعيشون تحت خط الفقر، وترتفع هذه النسبة في صفوف الأطفال الى 82 في المائة. كما يشير التقرير إلى أن عدد مكاتب الرفاه في القدسالشرقية قليلة نسبة إلى عدد السكان الذين يحتاجون خدماتها، ويصل عددها إلى خمسة مكاتب فقط، بينما يعمل في الجانب الغربي من المدينة 18 مكتباً للرفاه. وبحسب التقرير، فإن العاملات الاجتماعيات يعالجن في غرب المدينة قرابة 90 ملفاً خلال فترة زمنية معينة، بينما تعالج العاملات في القدسالشرقية 120 ملف، خلال الفترة الزمنية ذاتها. ومن المعطيات الإشكالية التي يتضمّنها التقرير، حقيقة كون 90 في المائة من القاصرين في القدسالشرقية لا يتلقون العلاج النفسي الذي يحتاجونه. ويبيّن أن البلدية تمنح تراخيص البناء للفلسطينيين بشكل مقلص، حيث تعتبر نسبة 14 في المائة من مساحة القدسالشرقية مخططة للبناء الاسكاني للفلسطينيين، لأن 35 في المائة من مساحة الأحياء الفلسطينية تُعتبر مناطق طبيعية مفتوحة، يمنع البناء عليها. ونتيجة لذلك، تعاني الأحياء الفلسطينية من نقص كبير في المباني العامة كالمدارس، ورياض الأطفال، وفروع البريد، والملاعب. ويشير التقرير، أيضاً، إلى أن ثلث الأراضي الفلسطينية في القدس تم مصادرتها منذ عام 1967، لبناء أحياء يهودية. وقالت مديرة مشروع حقوق الإنسان في القدسالشرقية، رونيت سيلع، إن الوضع في المنطقة ليس جديداً على السلطات الإسرائيلية، وفي الأسبوع الذي تحيي فيه إسرائيل "يوم القدس" (تبدأ إسرائيل من اليوم ولمدة أسبوع إحياء ما تسميه يوم القدس)، من المناسب أن ترى الصورة الكاملة.