تشهد مدن في الأنبار متاخمة للحدود السورية هجمات متقطعة يشنها «داعش» على رغم إعلان الحكومة قبل أيام تحرير الصحراء. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت، ل «الحياة»، إن المدينة «شهدت أول من أمس تفجيرات بعبوات ناسفة في منطقتي الحسنية والشيحة شمال صحراء الجزيرة، في مؤشر إلى قدرة الإرهابيين على شن هجمات». وأضاف أن «اشتباكات وقعت أمس قرب الحدود مع سورية راح ضحيتها عدد من الحرس. وتفيد معلومات بأن عناصر داعش يقيمون مقرات في الصحراء الواسعة شمال نهر الفرات، وعند ضواحي بلدة الرطبة». وأوضح أن «القوات الأمنية حققت تقدماً كبيراً في صحراء الأنبار الشمالية عند أعالي الفرات، ووصلت إلى مناطق لم تبلغها من قبل (...) لكن المشكلة تكمن في صعوبة نشر قوات لتأمين القرى بسبب الحاجة إلى أعداد كبيرة من الجنود»، وأوضح أن «أرتال القوات دخلت العشرات من القرى بحثاً عن مسلحي داعش، ومن ثم غادرتها، ما يعني أن التنظيم قد يعود إليها في أي وقت». وزاد أن «مشكلة صحراء الأنبار معقدة وفي حاجة إلى غطاء جوي ومعلومات استخباراتية عن المعسكرات السرية التي بناها التنظيم قبل سنوات ويخفي فيها ترسانته»، لافتاً إلى أن «المعضلة الأخرى تكمن في جنوب الصحراء في محيط الرطبة، حيث الوديان والسهول التي تسهل الاختفاء وتشكّل تحدياً كبيراً أمام القوات البرية». وأفاد مصدر أمني في الأنبار أن الجهد الهندسي باشر أمس، إقامة تحصينات للشريط الحدودي مع سورية، بدءاً من شمال القائم، وصولاً إلى مدينة ربيعة في محافظة نينوى بعد إكمال التحصينات إلى الرطبة. إلى ذلك، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية أمس، أن عناصرها بالتعاون مع مقاتلي العشائر، تمكنوا من قتل عدد من «داعش» في الساحل الأيسر للشرقاط شمال صلاح الدين. وأضافت أن «القوات اشتبكت قتلت ثلاثة إرهابيين في حين فجر الرابع ذاته بحزام ناسف». في بغداد، قال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في بيان، إن «مفارز مديرية استخبارات الشرطة الاتحادية ألقت القبض على متهمين اثنين ينتميان إلى عصابات داعش الإرهابية في ما يسمى ولاية ديالى جانب الرصافة. وبعد التحقيق معهما تم ضبط مضافة فيها بنادق وعبوتان ناسفتان».