سادت حال من الارتياح العاملين في منتجع شرم الشيخ، عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده استئناف رحلات الطيران بين مصر وروسيا والتي توقفت عقب سقوط طائرة روسية في صحراء سيناء ومقتل كل ركابها في تشرين الأول (أكتوبر) 2015، أعقبه تصريح لوزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف يتوقع شباط (فبراير) المقبل موعداً لاستئناف أول رحلة طيران روسية مباشرة إلى القاهرة. ويترقب العاملون في منتجع شرم الشيخ عودة زخم السياحة الروسية إلى منتجعهم، بعدما تأثرت معدلات السياحة في شكل لافت فيها، إذ احتلت السياحة الروسية المرتبة الأولى بين الأفواج السياحية الأجنبية إلى المدينة قبل الهجوم، ما سبب خسائر مالية تخطت بليون دولار سنوياً، بحسب تقديرات حكومية، علماً أن ارتباط السياح الروس بمدينة شرم الشيخ لم ينقطع، إذ كان بعضهم يتوافد إلى المدينة على رغم قرار حظر الطيران، وذلك عبر منافذ أخرى سواء تركيا أو ألمانيا، لكن بنسب ضئيلة للغاية. وأشاد بوتين خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة أول من أمس، بالإجراءات التي اتخذتها مصر عقب الهجوم الإرهابي لرفع مستوى أمن مطاراتها، مشيراً إلى تقرير فيديرالي أفاد بإمكان استئناف رحلات الطيران، لكنه قال: «إن ذلك سيحتاج إلى بروتوكول حكومي سنوقعه في القريب العاجل». وعلى رغم التراجع الحاد في دخل السياحة في شرم الشيخ، نجت المدينة من شبح الركود التام، خصوصاً خلال فصلي الخريف والشتاء، إذ تتراجع فيهما معدلات السياحة الداخلية والعربية بصورة ملحوظة (كانا ضمن خطة بديلة لتعويض تراجع السياحة)، وذلك عبر إجراءات استهدفت لفت أنظار العالم إلى المدينة كملتقى للحضارات والأفكار، إذ باتت المدينة أخيراً ملتقى عالمياً للمؤتمرات، بتوجه سياسي، لمواجهة التدهور في معدلات السياحة. وعقب شهر من تنظيم المؤتمر العالمي الأول للشباب في المدينة، بحضور وفود أكثر من 50 دولة، نُظمت الدورة الثانية من المؤتمر الإقليمي لدعم الاستثمار في أفريقيا بمشاركة السيسي في الفترة بين 7 و9 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وجاء المؤتمر ضمن سياسة الترويج للمدينة بعدما انطلق المؤتمر للمرة الأولى العام الماضي من مدينة شرم الشيخ أيضاً. «لا يكاد مؤتمر ينتهي حتى ينطلق مؤتمر آخر، من مؤتمر سياسي، إلى اقتصادي، وحتى في الذرة» يقول أحد المتابعين، مشيراً إلى فاعلية تلك المؤتمرات «في خلق رواج داخل المدينة وإن كانت لا تعادل ما كانت تحققه خلال ازدهار السياحة فيها». ويضيف: «نحتاج إلى مكاتب سياحة رسمية في دول العالم تقوم بالترويج لمصر، واستغلال الصدى الضخم الذي تحققه المؤتمرات فيها». وفيما تشهد المدينة حالاً من الاستنفار الأمني على مدار الساعة، حيث تجول مكامن متحركة، فضلاً عن المكامن الثابتة للجيش والشرطة، أكد محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة هدف المحافظة في دعم «سياحة المؤتمرات» للترويج للمدينة، وبث رسائل طمأنة عن استقرار الأوضاع الأمنية فيها. ومنذ شهور استأنفت عدة فنادق عملها في شرم الشيخ بعدما أغلقت أبوابها عقب حادث الطائرة الروسية، فيما تحقق المؤتمرات رواجاً داخل المحافظة، على الأصعدة الفندقية والتنقلات والمنتزهات داخل المدينة، إذ يصحب تلك المؤتمرات برنامج سياحي للمشاركين فيها. ولا يعد تنظيم المؤتمرات مستحدثاً في منتجع شرم الشيخ، حيث مثلت المدينة قبلة دائمة للرئيس المصري السابق حسني مبارك، واحتضنت المؤتمر السنوي للحزب الوطني المنحل عقب ثورة كانون الثاني (يناير) 2011. لكن البارز الآن حال الزخم، وانضمام منظمات عالمية وجهات عدة إلى المدينة، والرعاية الرسمية لذلك، بعدما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي أول مؤتمر للشباب في مدينة شرم الشيخ قبل عام.