أديس أبابا - رويترز، أ ف ب - اتهم الاتحاد الأفريقي أمس الثلثاء، الدولَ الغربية بأنها تعطّل جهوده من أجل إيجاد تسوية محلية للنزاع الليبي، وقال إن هناك خطراً من تحوّل الحرب الأهلية هناك نزاعاً جامداً. ويلتقي وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي وممثلان للثوار الليبيين في شكل منفصل منذ الإثنين، مع مسؤولين في الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، بهدف مناقشة الجهود لوقف القتال في ليبيا. وقال مفوض السلام والأمن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة لوزراء خارجية دول الاتحاد: «أود أن ألفت النظر إلى أن السعي وراء أجندات أخرى في ليبيا على يد لاعبين غير أفارقة، تَرَكَ تأثيره على تنفيذ خريطة الطريق التي أعدها الاتحاد الافريقي» لحلِّ الأزمة الليبية. وتابع في جلسة علنية: «لقد بُذلت محاولات لتهميش الحل الأفريقي للأزمة، خصوصاً تنفيذ خريطة الطريق للاتحاد الأفريقي في وقتها بطريقة تتوافق في شكل كامل وتُكمل قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وأضاف: «إن فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا والقصف الجوي الذي قام به التحالف، والآن حلف «الناتو»، لم يجلبا حلاًّ للأزمة». وتابع: «في الحقيقة، الوضع العسكري على الأرض يبدو وكأنه يتجه إلى حالة جمود». وكان الاتحاد الأفريقي وصف لقاءاته الإثنين مع ممثلي الطرفين المتنازعين في ليبيا في مقره في أديس أبابا، ب «البداية المشجعة». وكان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ واللجنة الوزارية التي شكلها الاتحاد حول ليبيا، قد التقيا بعد ظهر الإثنين على التوالي بعثةً حكومية ليبية، ثم بعثة من الثوار في المجلس الوطني الانتقالي الذي أجرى أول زيارة له إلى أديس أبابا. وقال نورالدين المازني الناطق باسم بينغ، رداً على سؤال ل «فرانس برس»، إن «وجود أعضاء من المجلس الوطني للمرة الأولى (في اديس أبابا) يشكل بداية مشجعة كي نواصل الحوار ونصل إلى وقف لإطلاق النار» في ليبيا. إلا أن ممثلي المجلس الوطني الانتقالي لم يغيروا مبدئياً موقفهم القاضي برحيل الزعيم الليبي معمر القذافي وابنائه كشرط مسبق لأي حل تفاوضي للنزاع، على ما افادت اوساط المجتمعين. وقال ممثل الحكومة الليبية وزير الخارجية عبدالعاطي العبيدي للصحافيين: «هذا الموقف لا يسهّل الأمور بتاتاً. هم (الثوار) لا يساعدون (في الوصول) إلى حل سياسي». ووافقت الحكومة الليبية من جهتها نهاية آذار (مارس) على «خريطة طريق» للاتحاد الافريقي، تنص على وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية، وإطلاق حوار يرمي إلى انتقال السلطة من دون التنحي الفوري للزعيم القذافي الموجود في السلطة منذ اكثر من 40 عاماً، والذي يواجه منذ منتصف شباط (فبراير) انتفاضة شعبية. وأعلن الثوار رفضهم هذا الاقتراح لوقف اطلاق النار خلال زيارة بعثة من القادة الافارقة المفوضين من الاتحاد الافريقي الى ليبيا في وقت سابق هذا الشهر. واستقبل الثوار الليبيون بحذر وساطة الاتحاد الافريقي، مشدِّدين على العلاقات الوثيقة والقديمة التي تجمع هذا الاتحاد بالعقيد القذافي. إلا أن المازني أشار إلى أن «موقف (الاتحاد الافريقي) بات مفهوماً أكثر» من جانب المجلس الوطني الانتقالي. من جهة أخرى، علّق ممثل المجلس الوطني الانتقالي عبدالله الزبيري، السفير الليبي السابق في جنوب افريقيا، والذي انضم الى صفوف الثوار، قائلاً إن خطة السلام المقدَّمة من الاتحاد الافريقي «قيد الدرس». وأضاف: «لقد عقدنا اجتماعاً جيداً جداً (مع الاتحاد الافريقي) وقد أجبنا على أسئلتهم». ومن المفترض أن تكون البعثتان الليبيتان، اللتان لم تُجريا أيَّ حوار مباشَر بينهما، قد اجتمعتا مجدداً مع وسطاء الاتحاد الافريقي بعد ظهر الثلثاء.