بينما لم تصدر الحكومة الأردنية بياناً بشأن حال المناطق الحدودية مع سورية، قال شهود عيان إن حركة السيارات كانت شبه معدومة في نقطة حدود الرمثا - درعا، وسط إغلاق غير معلن من الجانب السوري، الذي تقوم قوى الامن فيه بتفتيش دقيق للعابرين، وخصوصاً هواتفهم الخلوية. ورفضت مصادر رسمية أردنية التعليق على التطورات على المناطق الحدودية، فيما أشارت مصادر مطلعة إلى اتصالات تجري على أعلى المستويات بين الجانبين، حيث طمأن الجانب الأردني نظيرَه السوري الى موقف الاردن، الذي يرى ان الاستقرار في سورية مصلحة اردنية، بالإضافة الى تطمينات بأن الحدود الاردنية لن تستخدم من اي طرف ضد النظام السوري. ويخشى الجانب الأردني من نتائج الاحداث في سورية، وإمكانِ تأثيرها على الاردن، كونَ الأحداث بدأت من مدينة درعا الحدودية مع الاردن. ومبعث الخوف هو القرب المكاني والعلاقات الاجتماعية والتجارية التي تربط العشائر الاردنية في مدينة الرمثا مع عشائر درعا السورية. ونفت مصادر أردنية رسمية لجوء الاردن الى إقامة مخيم طوارئ على الحدود لاستقبال حالات تدفق اللاجئين، كما حصل مع العراق عام 2003. وكان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني قد بعث برسالة الى الرئيس السوري بشار الأسد، حملها قبل اسبوعين رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري، تضمنت تطمينات من الجانب الأردني. ونقل المصري عن الرئيس الاسد تأكيده ان سورية تتعرض الى «مؤامرة اميركية - إسرائيلية، وبتحريض من قناة الجزيرة القطرية». ويرتبط الاردن مع سورية بنقطتي حدود بطول 360 كلم، الاولى تقع في مدينة الرمثا، ويقابلها على الجانب السوري مدينة درعا، والنقطة الثانية حدود جابر، ويقابلها في الجانب السوري نصيب. ويقول سكان في القرى الحدودية (الطره وعمراوه والذنيبه)، إنهم يسمعون اطلاق نار في ساعات الليل في الجانب السوري على الحدود. وتبعد مدينة درعا عن شقيقتها الاردنية الرمثا حوالى 20 كلم، فيما يعمل غالبية أبناء الرمثا على نقل البضائع من سورية إلى الأردن. ويقدَّر حجم التبادل التجاري بين البلدين بأكثر من مليون دينار يومياً، كما ترتبط عشائر المدينتين بعلاقات دم ومصاهرة واسعة. وكان عائدون من سورية قبل اغلاق الحدود، تحدثوا عن خضوعهم لتفتيش دقيق من قبل السلطات السورية، خصوصاً في هواتفهم الخلوية. وقال شهود إن المواطنين والنشطاء السياسيين في درعا يستخدمون الشبكات الخلوية الاردنية من خلال بطاقات شحن أردنية بعد قطع شبكة الاتصالات السورية عن درعا. وتوقفت حركة نقل البضائع بين البلدين منذ ليل الأحد، بما في ذلك حركة «تجار الشنطة»، الذين يسمون في الاردن ب «البحارة»، والذين ينقلون البضائع الخفيفة للبيع في اسواق منطقة الشمال. ووفق البيانات الأردنية، فإن المعابر الاردنية تتعامل مع نحو 10 آلاف مسافر من وإلى سورية يومياً، إلاّ ان الرقم انخفض تدريجاً بعد أحداث درعا ليصل الى 500 مسافر ومعظمهم من سائقي الشاحنات، قبل ان يصبح شبه متوقف خلال ال 48 ساعة الماضية. ونقل مصدر أمني اردني عن الجانب السوري قوله إن اغلاق الحدود جاء موقتاً، بسبب الظروف الامنية والسياسية التي تمر بها سورية، فيما نصح مصدر أردني مواطنيه بعدم التوجه الى الحدود بهدف السفر الى سورية الى حين فتح الحدود من الجانب السوري، لتوفير الوقت والجهد على المواطنين.