احتشد 70 من موظفي العقود لدى جامعة الملك عبدالعزيز أمام مكتب وكيل الجامعة الدكتور عدنان المزروع أمس (الإثنين) مطالبين براتب شهرين، إثر وعودٍ أطلقتها الجامعة بصرفها لهم في وقت سابق. وتفاجأ موظفو العقود بقرار وكيل الجامعة الدكتور عدنان المزروع منع صرف راتب شهرين لهم، ورفضه مقابلتهم، خصوصاً وأنهم يرتبطون مع الجامعة بعقود منذ سنواتٍ طوال على بند التمويل الذاتي من دون بدلات أو حتى علاوات سنوية. وأكد أحد الموظفين (فضل عدم ذكر اسمه ) أن وكيل الجامعة الدكتور عدنان المزروع لم يواجههم، رافضاً مقابلتهم أو الرد على مطالبهم، في وقتٍ صرف فيه القطاع الخاص راتب الشهرين لموظفيه، كاشفاً أن الجامعة تماطل في صرف راتب الشهرين، مستشهداً بتصريح الدكتور عدنان المزروع بعدم شمول الموظفين براتب الشهرين. وأشار الموظف إلى أن الجامعة باعتبارها إحدى الجهات الحكومية كان من واجبها أن تتفاعل مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين وقراراته الملكية الأخيرة الهادفة إلى رفع مستوى الرخاء المعيشي لدى المواطنين. وانتقد أحد الموظفين في كليات الجامعة (تحتفظ «الحياة» باسمه) ما وصفه ب «أساليب الاستفزاز» التي تمارسها الجامعة مع موظفيها، وقال إنهم يعاملون كعمال، تزيد ساعات عملهم وتكليفهم، من دون زيادة سنوية أو احتساب الراتب الأساسي لكل مرتبة كاملاً. وأكد أن الجامعة أجبرتهم على سلم رواتب ما قبل الزيادات لدى وزارة الخدمة المدنية بحسب الشهادة، وأنها طوال فترة استحداث البند لم تمنحهم أي مكافآت، أو علاوات أسوةً بجميع الموظفين في القطاعين العام والخاص خصوصاً في العامين الأخيرين. وأضاف موظف آخر (تحتفظ «الحياة» باسمه) أن أكثر من 200 من موظفي العقود حضروا التجمع أمام مكتب مدير الجامعة، أعقب ذلك حضور مسؤولي الأمن في الجامعة الذين أكدوا بالأيمان المغلظة أن المدير غير موجودٍ في مكتبه، ليخرج بعد ذلك وكيل الجامعة من مكتب مدير الجامعة مخاطباً الموظفين بأنه لا حق لهم في الحصول على الراتبين، وأن الأمر الملكي على حد قوله خصّ الموظفين الحكوميين رسمياً بالزيادة. وأفاد الموظف أن أحد رجال الأمن سحب هاتفاً خليوياً لأحد الموظفين استخدمه لتوثيق لقاء الموظفين مع الوكيل، فيما حاول وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور عبدالرحمن اليوبي طمأنة المتجمعين بقوله إن مدير الجامعة أرسله إليهم، ويبشرهم بحصولهم على الراتبين، مطالباً إياهم بمزيد من الوقت حتى تصل الأموال على حد قول الموظف. وحدد موظفو العقود في جامعة الملك عبدالعزيز الساعةالعاشرة صباح الإثنين المقبل موعداً للقاء عند مكتب مدير الجامعة، في حال لم ينفذ مسؤولو الجامعة وعودهم. وفي خطوةٍ موازية، ألغى وكيل الجامعة الدكتور عدنان المزروع عقود ما يزيد على 40 موظفاً في الجامعة بحجة أن اعتماد توظيفهم تم من طريق وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور عبدالرحمن اليوبي، وبرر سبب إلغائه بأنه الوحيد المخول توظيف من ترغب الجامعة في التعاقد معه. وعبر الموظفون الملغاة عقودهم عن أسفهم من إجراء الدكتور المزروع، خصوصاً وأنهم تعاقدوا بطريقة نظامية عبر برنامج التمويل الذاتي، وهو مخصصات بند الانتساب، وأجروا الفحوصات الطبية والخطوات الإدارية وباشروا أعمالهم، مطالبين بإعادة النظر في قرار إلغاء توظيفهم. يذكر أن وكيل جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عدنان المزروع أصدر قراراً إدارياً قبل أشهر يتضمن إلغاء زيادة رواتب بعض الموظفين المتعاقدين على بند التمويل الذاتي الحاصلين على دورات تدريبية ومؤهلات علمية وشهادات الرخصة الدولية، أو تعديل رواتب الكادر الطبي، بعدما اتضح أن المخصص المعتمد لرواتب هؤلاء لا يسمح بزيادة رواتب الموظفين. من جهته، أوضح المحامي أحمد المالكي أنه لا يجوز للمرجع الوظيفي التراجع أو إلغاء الزيادة في الرواتب والأجور ما دامت الزيادة تمت مسبقاً بشكل نظامي، معتبراً الزيادة حقاً للموظف أو المتقاعد لا يمكن حرمانه منها إلا بمبرر مشروع نظاماً. وحاولت «الحياة» أخذ رأي وكيل الجامعة إلا أن سيل مكالماتها ورسائلها إلى هاتف الدكتور المزروع لم يؤت أكله.