جمع مهرجان الشارع الثقافي في الرياض، أكثر من 36 فعالية، تنوعت بين ثقافية وفنية وعرض مسرحي وتوعية صحية ومرورية، إضافة إلى أركان لعلماء في التاريخ الإسلامي، والركن الشعبي وفنون الشوارع، وتعددت المواهب والفنون في هذا الشارع، لكن يبقى الدافع لهؤلاء الفنانين هو الشغف، بحسب قولهم. وحظيت بعض أجنحة المعرض باهتمام كبير من الزوار، كفنون النحت وبناء المجسمات، إذ استعرضت الفنانة وفاء القنيبط أعمالها في النحت والمجسمات ذات الأبعاد الدينية والإسلامية، التي أذهلت الزوار بفنها، وصنعت شيئاً فريداً من نوعه، وشاركها زوار المعرض، من خلال نحتهم عبارات للوطن، على حجر الرياض. وقالت القنيبط ل«الحياة»: «الفن لدينا مغلق داخل المنازل ولا بد أن يخرج إلى الشارع». وعن بدايتها مع هذا الفن أوضحت أنها اهتمت بهذا المجال منذ الصغر ودعمته أكاديمياً من خلال دراسة تخصص النحت على الحجر والمعادن في الولاياتالمتحدة الأميركية، مؤكدة صعوبة النحت على الأحجار والمعادن، وأن الأمر ليس سهلاً، كما يعتقد بعضهم، وهذا الفن يحتاج إلى صبر طويل وخبرة وتخصص، فضلاً عن الفكرة الجيدة حتى يسفر هذا كله عن منحوتات ذات قيمة فنية عالية، ومن هنا كانت متعتي وأنا أمارس العمل ليل نهار». وعن ارتفاع أسعار المنحوتات، إذ قد يصل سعر القطعة الواحدة إلى 25 ألف ريال، قالت: «لكم أن تتخيلوا أن نحت قطعة حجر واحدة تستغرق مني خمسة أسابيع من العمل المتواصل، إضافة إلى ذلك فهو مجال مكلف جداً، وبخاصة أثناء الدراسة، فأسعار المواد مرتفعة جداً، ولا نجد من يدعم هذا الفن». وتضيف: «في أميركا رأيت أن أعمل على تطويع الفن لخدمة الدين الإسلامي، وتزامن هذا مع انتشار الإرهاب والتشدد لدى بعض العناصر التي تتخذ الدين الإسلامي ستاراً لأعمالها، وأردت أن أترجم سماحة الإسلام في صورة منحوتات مجسمة يستشعر معناها كل من يراها، فنحتُّ أسماء الله الحسنى في 99 قطعة من النحاس والحجر والزجاج، باستخدام الليزر»، مطالبة الفنانين بأن ينشروا هذا الفن في كل مكان، وأن يخرج من المنازل. إلى ذلك، أشار المدير العام للحدائق في أمانة منطقة الرياض المشرف العام على المهرجان المهندس إبراهيم الهويمل إلى أن مهرجان الشارع الثقافي في نسخته الثانية، هذا العام 2017، يضم الثقافة والتوعية والترفيه والمعلومة، إضافة إلى رياضة المشي وتعزيزها في نفوس الجمهور الزائرين للمهرجان في ممر المشاة الواقع في طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز. وأشار إلى أن المهرجان بنسخته الثانية يحمل في طياته عدداً من الفعاليات الجديدة، ومن أبرزها تعزيز دعم الشباب من ذوي المواهب، وبخاصة في ما يتعلق بالثقافة، ودعمهم بتخصيص مواقع لهم داخل المهرجان، وتدريبهم على بعض الهوايات، التي تثري المهرجان أولاً. وأوضح الهويمل أن من بين الأقسام في مهرجان الشارع الثقافي الثاني تخصيص قسم يحمل مسمى «اكتب عبارة عن الوطن»، ونهدف من خلالها إلى تعزيز حب الوطن والكتابة والتعبير في نفوس النشء والشباب والكبار، وكذلك أقسام وأنواع الرسم «الغرافيتي»، وهو الرسم على الجدران، إذ تم تهيئة وتجهيز مساحة كبيرة لهواة الرسم والموهوبين في فن الرسم على الجدران من جميع أنحاء المملكة، ليعبروا عن رسوماتهم وهواياتهم في مكان عام ومفتوح. وأشار إلى أن الفعاليات تشمل قيام عدد كبير من الرسامين والرسامات بالمشاركة في إنتاجهم وأعمالهم الفنية، وكذلك من فعاليات المهرجان «فنون الشوارع»، إذ تم استقطاب عدد من الشباب الموهوبين بهذا الفن لتقديم أعمالهم لجمهور وزوار مهرجان الشارع الثقافي. بدوره، كشف المدير العام للحدائق في أمانة منطقة الرياض المشرف على مهرجان الشارع الثقافي أن من الفعاليات الجديدة فعالية «التقِ بكتابك»، إذ تم تصميم مجسمات متحركة لبعض الكتب، ثم التحدث عن محتوى الكتاب بطريقة مبسطة وجذابة ومشوقة للجمهور، كما أن من ضمن الفعاليات والأقسام «الخيمة الشعبية» والفنون التراثية القديمة، وفعالية الصحة العامة، التي تضم التعريف بأهمية الصحة العامة وطرق المحافظة عليها، والإسعافات الأولية، وسلامة الغذاء، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 50 ركناً في مهرجان الشارع الثقافي الثاني، إذ يمثل كل ركن رحلة ثقافية وترفيهية مسلية لجميع زائري المهرجان. يذكر أن الفعاليات تبدأ الساعة الرابعة عصراً وتستمر حتى الساعة ال11 ليلاً.