تباينت آراء رجال الدين البارزين في النجف (160 كم جنوب بغداد) والقريبين من اصحاب القرار، من تمديد بقاء القوات الأميركية في البلاد. وفيما يصر تيار الصدر على رحيل القوات بشكل كامل، تركت المرجعية في النجف الأمر للحكومة والبرلمان. وأعلنت ان «موضوع بقاء القوات الاميركية أو رحيلها شأن متروك للشعب من خلال ممثليه في البرلمان». وهذا موقف يتناقض مع موقف تيار الصدر ومرجعيات دينية أخرى، اصدرت فتاوى بتحريم بقاء القوات، على غرار آية الله كاظم الحائري. وقال الشيخ علي النجفي، نجل المرجع آية الله بشير النجفي (احد المراجع الاربعة الرئيسيين لدى الشيعة) ل «الحياة»، إن «المرجعية لا تتدخل في موضوع تجديد فترة بقاء القوات الاميركية او مغادرتها، فهذا امر متروك للشعب، وهو من يقرر ذلك». وأوضح النجفي ان «الشعب العراقي انتخب ممثليه وهم من يقررون ويبتّون هذا الموضوع». وزاد: «لا يمكن ان نخلق من كل امر ازمة في البلاد، فهذه الاتفاقات معمول بها في أكثر البلدان». ويرى رجل الدين المقرب من المرجعية، السيد نصير البكاء، أن «المطلوب الآن اتفاق أمني جديد مع القوات الاميركية». وأضاف انه «على رغم ان اتفاقات من هذا النوع تؤثّر في حفظ السيادة لكنها في الوقت ذاته تمثّل حاجة ملحة». وأشار الى ان «خروج الأميركيين بشكل كامل من البلاد مجازفة ومخاطرة، فالقوات الامنية العراقية لا يمكن لها سد الفراغ». وينص الاتفاق الأمني الموقَّع بين بغداد وواشنطن نهاية عام 2008، على انسحاب قوات الولاياتالمتحدة من كل الأراضي والمياه والأجواء العراقية في نهاية العام الجاري. إلى ذلك، قال القيادي في مكتب الصدر في النجف الشيخ علي البغدادي ل «الحياة»، إن «للتيار الصدري موقفاً واضحاً، وهو خروج القوات الاميركية بشكل كامل من البلاد، وتحجيم دور السفارة في العراق». وأضاف: «مهما كانت الظروف، او تحت أيِّ مسمًّى أو غطاء سياسي أو مسوِّغ قانوني، لا يمكن السماح ببقاء الاميركيين في البلاد»، وأشار إلى أن «هناك أكثر من إستراتيجية يعمل عليها التيار لإخراج المحتل، ومن أبرزها الكفاح المسلح». وكان الصدر وصل الى النجف عصر السبت قادماً من إيران. وتفيد معلومات أنه عاد ليمارس ضغوطاً على حكومة المالكي لعدم التجديد للقوات الأميركية.