وصل الزعيم الشيعي مقتدى الصدرالى النجف أمس قادماً من قم، ل «يدقق بنفسه» في حقيقة وجود اتفاق سري بين رئيس الوزراء نوري المالكي والإدارة الاميركية «لتمديد بقاء قواتها»، على ما قال أحد قادة تياره. وكان الصدر قبل عودته هدد بإعادة مليشيا «جيش المهدي» الى العمل، واتهم انصاره القوات الاميركية بتنفيذ حملة اعتقالات في الجنوب، بالإضافة الى صدور فتوى من مرجعه الروحي آية الله كاظم الحائري تنص على تحريم التمديد لبقاء القوات الاميركية في العراق. وأكد الناطق باسم الصدر صلاح العبيدي في تصريح الى «الحياة»، أن «الصدر عاد الى النجف اليوم (أمس)، باعتباره مواطناً عراقياً يمكنه العودة الى بلاده متى ما شاء، لاسيما أنه يقيم في ايران لاغراض الدراسة. وهو سيستطلع احوال تياره ويتابع الأحداث على ارض الواقع». وأضاف أن «البعض يبدي تخوفاً من عودة الصدر بذريعة تصعيد العمل العسكري في البلاد، والحقيقة انه كان ومازال مصراً على ضرورة تطبيق الاتفاق الامني مع واشنطن، وتحديداً البند المتعلق بخروج قوات الاحتلال من العراق نهاية العام الجاري». وزاد «لو دقق المتخوفون او المعترضون في اعلان الصدر لوجدوا انه اكد ضرورة تمسك الحكومة بموقفها في رفض الوجود العسكري الأميركي نهاية عام 2011، ولوح بتفعيل العمل العسكري إذا التفَّت الادارة الاميركية على الاتفاق المبرم». وأشار الى ان «الصدر يحرص على وحدة ابناء العراق ويدعم مواقف الحكومة في مساعيها الجادة لإنهاء وجود قوات الاحتلال من خلال التمسك بتطبيق بنود ذلك الاتفاق». وعن الفتوى التي اطلقها المرجع الحائري بتحريم بقاء القوات الاميركية في العراق بعد عام 2011، قال العبيدي: «لم أطّلع على نص الفتوى، لكن مواقف آية الله العظمى الحائري في هذا الجانب معروفة، كونه كان ومازال يرفض وجود قوات الاحتلال في العراق». وصدر عن مكتب الحائري (وهو المرشد الروحي للصدر) في طهران أمس، فتوى قال فيها: «يحرم تمديد بقاء المحتلين الكفرة في العراق بعد انتهاء مدتهم ولو يوماً واحداً، اللهم اشهد أني بلغت». وأكد القيادي في كتلة «الاحرار- الصدر» النائب جواد الحسناوي في تصريح الى «الحياة»، أن «الصدر عاد الى العراق ليذكِّر الحكومة بما قطعته من وعد على نفسها في حال طالبت بتمديد بقاء قوات الاحتلال في البلاد، وأعتقد ان هذا الامر تم طرحه علناً على مرأى ومسمع من الجميع، وهو عودة النشاط المسلح للجناح العسكري للتيار (جيش المهدي) وتكثيف هجماته ضد الاحتلال، لاسيما ان التجهيز اللازم موجود، واذا وافقت الحكومة على تمديد بقاء القوات الاميركية أعتقد بأنها ستُدخل البلاد في منزلق خطير ومنعطف غامض». وأشار الى ان «وجود الصدر في البلاد الآن يُعَدّ ضرورة لازمة لإعادة توازن العملية السياسية، الى جانب انه يمثل صمام امان، كونَه الجهة الوحيدة التي تقف في وجه الحكومة من اجل الانسحاب». وزاد ان «الصدر جاء ليتحقق بنفسه عما يروِّج له البعض من وجود اتفاق سري بين حكومة المالكي والإدارة الاميركية يقضي بتمديد بقاء قوات الأخيرة». يذكر ان الصدر اعلن تجميد نشاطات «جيش المهدي» في عام 2008، لكنه هدد في كلمة في مناسبة الذكرى الثامنة لاحتلال العراق، بتفعيل العمل العسكري لهذه الميليشيا إذا لم تنسحب القوات الاميركية من العراق نهاية عام 2011.