كشف مصدر قيادي في مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف ان «الصدر قرر العودة الى العراق والاستقرار في النجف قريباً»، واوضح المصدر الذي رفض نشر اسمه في تصريح الى «الحياة» ان «مكتب الصدر في المدينة القديمة سيكون مقراً للسيد مقتدى والتهيئة لاعلان مرجعيته». ولفت الى ان «الصدر قطع مراحل متقدمة من الدراسة الحوزوية وهو على ابواب الحصول على شهادة المرجعية». وأضاف المصدر ان «موعد قدوم الصدر من مدينة قم الايرانية الى النجف سيكون بعد تشكيل الحكومة العراقية المقبلة»، مشيراً الى ان «التحضيرات لعودة الصدر بدأت منذ الآن بتهيئة المكاتب والمنزل الذي سيقيم به وكذلك الجماهير لاستقباله». وتابع انه «ستكون هناك احتفالات جماهيرية واستقبال مليوني يبدأ فور دخول الصدر الاراضي العراقية». ولفت المصدر الى ان «الحماية الامنية للصدر ستكون خاصة من مكتب الصدر، ولا نسمح لأي قوات اخرى، من شرطة عراقية او جهات دولية، بالتدخل في حمايته». وبرر ذلك بأن «حياة الصدر باتت في وضع خطر ومطلوب اغتياله لأكثر من جهة وذلك لمواقفه الوطنية المنتقدة لعمل الحكومة والمضادة للدول المحتلة». وتوقع المصدر «إدخال تغييرات جوهرية على الحوزة العلمية في النجف بعد عودة الصدر اليها وإعلان مرجعيته، وستختلف الصورة إذ سيمثل الحوزة خمسة مراجع رئيسيين بدلاً من اربعة». وزاد «المعروف ان الصدر له اكبر قاعدة جماهيرية في العراق، ومن الداعين الى ان تكون الحوزة ناطقة مجاهدة تقود المجتمع»، موضحاً ان «مرحلة التجديد ستنطلق في حوزة النجف لتكسر حالة الجمود والصمت السائد» مشيراً الى ان «مكتب الصدر سيكون امام مرقد الامام علي». ولفت المصدر الى ان «الوسط الديني الحوزوي متخوف من عودة الصدر لأنه سيتنافس على زعامة الحوزة». يذكر ان الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر غادر النجف منذ نحو 3 سنوات الى مدينة قم الايرانية لتلقي دروسه الحوزوية على يد كبار علماء الشيعة هناك. وقال استاذ الحوزة العلمية في مدينة قم حجة الاسلام رحيم الطالقاني في اتصال هاتفي مع «الحياة» ان «مقتدى الصدر تلميذ جيد». لافتا الى انه «منذ مجيئ الصدر الى ايران وهو مصر على النجاح وحصوله على الشهادة العليا في الحوزة». وقال «انه يحضر البحث الخارج (دراسات عليا) لكبار علماء الشيعة ومنهم آية الله السيد كاظم الحائري وآية الله الشيخ محمود الشاهرودي». ويقول الاستاذ في حوزة النجف السيد نصير البكاء ل»الحياة» ان «مقتدى الصدر ابن الحوزة العلمية في النجف ومن تلامذتها واخذ دروسه على يد كبار العلماء، وهو مرحب بقدومه ثانية الى الحوزة». واضاف «لكن في الوقت نفسه تسعى الحوزة الى ان تحافظ على حياديتها واعتدالها. والصدر يظهر دوماً راديكالية في الخطاب، وهذا ما ترفضه حوزة النجف» مشيراً ان «مكان مكتب الصدر بوسط الحوزة، وهذه الاماكن للعبادة والدراسة ولا يمكن قبول التجمهر في هذا المكان الذي يعتبر مقدساً». وتعود جذور التيار الصدري إلى عقد التسعينات من القرن الماضي، ومؤسسه آية الله محمد صادق الصدر، والد مقتدى، يمثل توجهاً جديداً في الوسط الديني الشيعي في العراق. واغتيل مع ولديه على يد نظام صدام حسين عام 1999. وبرز وجود مقتدى الصدر للعلن كزعيم جديد للتيار الصدري بعد عام 2003 عندما أمّ اول صلاة جمعة بعد الاحتلال الاميركي للعراق وحضرها مئات الالوف من انصاره.