حاول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون التخفيف من وطأة قرار الرئيس دونالد ترامب في شأن القدس بقوله إن «نقل السفارة قد لا يتم قبل عامين على الأرجح»، وإن القرار الصادر في هذا الشأن لا يتطرق إلى الوضع النهائي للمدينة المقدسة، فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى «الهدوء» في مواجهة «خطر» انتفاضة حول القدس. وأشار تيلرسون خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عقب لقاء عقداه في مقر وزارة الخارجية الفرنسية أمس، إلى أن ترامب طلب من وزارة الخارجية العمل على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، «لكن هذه خطوة لن تحصل هذا العام وربما ليس العام المقبل، لكن الرئيس يريد أن تكون الإجراءات ملموسة وبوتيرة ثابتة لضمان نقل السفارة للقدس حين نكون قادرين على فعل ذلك، في أقرب وقت ممكن». مضيفاً أن ذلك «يتطلب وقتاً للحصول على الأذونات المتعلقة به». وكرر الوزير الأميركي أن الخطوة الأميركية لم تستهدف الحكم مسبقاً على نتائج محادثات السلام المستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين. وتابع أن «الرئيس في بيانه (...) لم يشر إلى أي وضع نهائي للقدس. فعلياً، لقد كان (ترامب) واضحاً جداً أن الوضع النهائي، بما فيه (ملف) الحدود، سيترك للأطراف المعنية للتفاوض واتخاذ القرار في شأنها». وكان وزير الخارجية الفرنسي حذر قبل لقائه تيلرسون من «خطر» اندلاع انتفاضة في الأراضي الفلسطينية، ودعا إلى الهدوء. وقال لودريان، الذي تستقبل بلاده الاثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن هذه المبادرة «مخالفة للقانون الدولي» ارتكبها الرئيس الأميركي «نحن لا نوافق عليها ونرغب فعلاً في أن يسود الهدوء على رغم كل شيء». ورداً على سؤال عن إمكان اندلاع «انتفاضة جديدة»، بعد دعوة في هذا الاتجاه قال: «هذا هو الخطر». وأضاف لودريان أن «الهدف» هو «تجنب أي فلتان يجعل أي مبادرة لوساطة مستحيلة»، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة «وحيدة (...) ومعزولة في هذه القضية». ولفت إلى أن فرنسا «يمكنها أن تتحرك لكنها لا تستطيع أن تتحرك وحدها». وأضاف: «يجب إيجاد الوساطات الضرورية لإتاحة عودة الهدوء وأن نتمكن من بدء عملية تفاوض». إلى ذلك، انتقد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال في مؤتمر صحافي في فيينا: «هذا الإعلان يخالف المنطق السليم».