قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون اليوم (الجمعة) إن أي قرار نهائي في شأن وضع القدسالمحتلة سيعتمد على المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال تيلرسون «فيما يتعلق بباقي القدس.. لم يشر الرئيس إلى أي وضع نهائي للمدينة. وكان واضحاً للغاية بأن الوضع النهائي بما في ذلك الحدود سيترك للتفاوض واتخاذ القرار بين الطرفين». وفيما يخص نقل السفارة، قال تيلرسون إن ذلك لن يتم قبل عامين على الأقل. وأضاف بعد محادثات في باريس مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان «هذه خطوة لن تحصل هذا العام، وربما ليس العام المقبل، لكن الرئيس يريد أن تكون الاجراءات ملموسة وبوتيرة ثابتة». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الأربعاء الماضي، اعترافه بأن القدسالمحتلة هي عاصمة إسرائيل، وقال إنه وجه وزارة الخارجية الأميركية ببدء إجراءات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. قال وزير وزير شؤون القدس الإسرائيلي زئيف إلكين اليوم إن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل صيغ بطريقة توحي بأن هناك مجالاً لسيطرة فلسطينية في نهاية الأمر على جزء من المدينة. وخالف إعلان ترامب سياسة أميركية دامت عقوداً ما أثار غضب العالم العربي وقلق حلفاء واشنطن في الغرب. لكنه قال أيضاً إن واشنطن لا تحدد موقفاً من قضايا «الوضع النهائي» التي تشمل حدود السيادة الإسرائيلية في القدسالمحتلة والتي يتعين على الطرفين تقريرها من خلال المفاوضات. ولم يستخدم ترامب كلمات تعكس وصف إسرائيل التقليدي للقدس المحتلة. وحين سئل إلكين عن هذا قال «أعتقد أن عدم تطرقه إلى هذا في كلمته مقصود». وأضاف «أشار حتى إلى أن الحدود في القدس ستتحدد أيضاً خلال المفاوضات، وهو ما يفترض خيار التقسيم». وكان قرار ترامب أثار تنديداً عربياً ودولياً واسعاً، فيما دعت دول عدة مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة اليوم، لمناقشة تداعيات القرار. يذكر أن فلسطينياً استشهد اليوم وأصيب المئات خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لتظاهرات ومسيرات عارمة عمت مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، رفضاً لقرار ترامب. وخرج آلاف الفلسطينيين اليوم في مسيرات حاشدة للتنديد بقرار ترامب، تزامناً مع أخرى مماثلة انطلقت في عواصم ومدن عربية وعالمية عدة.