اضطر جماعة من الكهنة البوذيين في أواخر الخمسينات في «بانكوك» إلى نقل تمثال معبدهم المصنوع من الآجر إلى مكان آخر، إلا أن التمثال الثقيل أخذ يتشقق أثناء النقل فأُعيد إلى مكانه خوفاً من أن يصاب بالعطب، وفي الليل لاحظ رئيس الكهنة بريقاً يشع من أحد الشقوق في التمثال، فأحضر معولاً ومطرقة ليزيل بعض الآجر ويكشف مصدر البريق، وإذ به يُفاجأ بتمثال من الذهب مخفي تحت طبقة الآجر السميكة، قد أخفى كهنة أحد المعابد التمثال بطلاء من الآجر خوفاً من أن ينهب في إحدى الحروب، وقتلوا جميعاً وبقي سر التمثال محفوظاً حتى محاولة نقله. نعم إن جميع الفرص موجودة من حولك، ولكن عليك أن تبحث عنها وتسعى إليها، ولا ينبغي مطلقاً أن تقبع في مكانك منتظراً أن تأتيك، وابحث أولاً بداخلك فأنت تملك أيها المسلم أثمن وأغلى من الذهب، إنه الإسلام، أشرق بنور الحبيب «صلى الله عليه وسلم» لتملأ الكون إيماناً وصدقاً وعدلاً ووفاءً وإخلاصاً وأمانة وقوة وحُسن خلق، عش صدقاً مع الحبيب «صلى الله عليه وسلم»، لعلك تستعيد سيرته وأيامه وتتحرك نحو الاقتداء به: نسينا في ودادك كل غالٍ فأنت اليوم أغلي ما لدينا نُلام على محبتكم ويكفي لنا شرفُ نلام وما علينا ولما نلقكم لكن شوقاً يذكرنا فكيف إذا التقينا تسلى الناس بالدنيا وإنا لعمر الله بعدك ما سلينا تخيل أن لديك كأس شاي مر وأضفت إليه سكراً، ولكن لا يتحرك السكر، فهل ستجد طعم حلاوة السكر؟ بالتأكيد لا ثم لا! أمعن النظر في الكأس لمدة دقيقتين وتذوق الشاي هل تغير شيء؟ هل تذوقت الحلاوة؟ أعتقد لا! ألا تلاحظ أن الشاي بدأ يبرد ويبرد وأنت لم تذق حلاوته بعد؟! إذن هذه محاولة أخيرة ضع يديك على رأسك ودر حول كأس الشاي وادعُ الله أن يصبح الشاي حلواً، تعلم أن كل ذلك من الجنون! فلن يصبح الشاي حلواً بل سيكون قد برد ولن تشربه أبداً. فمتى ستحرك السكر بداخلك؟! ومتى ستعيش صدقاً مع الحبيب «صلى الله عليه وسلم» تقتفي أثره؟! في قلبك وعبادتك وجلساتك وكلامك وعملك وبيتك وحياتك كلها، نعم متى أيها المسكين المتخبط في الظلمات؟ متى ستجد تلك الجوهرة المفقودة بداخلك؟ تعلم أن نبيك «صلى الله عليه وسلم» يقول لك: بادر ثم بادر ثم بادر، يقول صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال سبعاً: هل تنتظرون إلا فقراً مُنسياً، أو غنى مُطغياً، أو مرضاً مُفسداً، أو هرماً مُفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب يُنتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر»، أخرج أيها المسلم الآن... الآن الجوهر الثمين غير المرئي القابع بداخلك، متوكلاً على الله تعالى، ثم حرك السكر بداخلك. [email protected]