قتل قائد القاعدة في باكستان بدر منصور بضربة أميركية من طائرة بدون طيار في شمال غرب البلاد كما أعلنت الاستخبارات الباكستانية. وأعلن مسؤولون عدة من الاستخبارات الباكستانية بالإضافة إلى مسؤول من مجموعة منصور أن هذا الأخير قتل خلال ليل أول من أمس في غارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار على معسكره للتدريب في ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية معقل حركة طالبان باكستان المتحالفة مع القاعدة. وكان مسؤولون عسكريون أعلنوا في وقت سابق أن طائرة أميركية بدون طيار على الأقل شنت غارة أدت إلى "مقتل أربعة متمردين إسلاميين" في ميرانشاه. وصرح مسؤول في الاستخبارات الباكستانية رفض الكشف عن هويته أن "بدر منصور قتل في الهجوم بالصواريخ هذا الليل في ميرانشاه". وأكد عدد من أنصاره أيضا في ميرانشاه نبأ مقتله وقال بعضهم إن أحد أبنائه على الأقل قتل معه فيما أصيبت إحدى زوجاته بجروح. وعلق مسؤول في مجموعته بأن "مقتله يشكل ضربة قوية لقدرة القاعدة على تنفيذ عمليات في باكستان"، مضيفا أنه "وبعد مقتل الياس كشميري أو توقف نشاطه، بات بدر منصور بحكم الأمر الواقع قائد القاعدة في باكستان". ويبقى الشك يحيط بمقتل كشميري القائد العسكري للقاعدة في باكستان حيث تقول مصادر أميركية إنه قتل بضربة طائرة أميركية بدون طيار في يونيو 2011 في شمال غرب البلاد. وحتى الآن، لا الاستخبارات الباكستانية ولا عناصر القاعدة أكدوا مقتله ولا حتى عائلته التي تقول إنه ليست لديها أية أخبار عنه. وبحسب المسؤولين في الاستخبارات الباكستانية فإن منصور (40 عاما) ويتحدر من ديرة غازي خان في وسط باكستان، كان المسؤول الرئيسي عن العديد من الهجمات الانتحارية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام وتنفذها خصوصا حركة طالبان باكستان وأوقعت قرابة 5 آلاف قتيل منذ صيف 2007. وقال أحد ضباط الاستخبارات إن "منصور كان يقيم في ميرانشاه قبل عدة سنوات واستقر في ضواحي معسكر تدريب لمجموعته التي تدعى حركة المجاهدين" مضيفا "كان يقوم أيضا بتدريب وإرسال مقاتلين إلى أفغانستان" ما يفسر أنه كان هدفا بارزا لدى الأميركيين.ووزيرستان الشمالية الواقعة على الحدود مع أفغانستان تعتبر أيضا إحدى القواعد الخلفية لحركة طالبان الأفغانية من شبكة حقاني المرتبطة بالقاعدة. والطائرات الأميركية بدون طيار التي تستهدف بانتظام مناطق قبلية باكستانية منذ 2004، بدأت تركز ضرباتها في السنوات الماضية على وزيرستان الشمالية. ويؤكد الخبراء في باكستان والغرب على حد سواء أن المقاتلين العرب وحتى الأوروبيين الذين انضموا إلى معسكرات التدريب التابعة للقاعدة في المناطق القبلية الباكستانية منذ نهاية 2001، بدؤوا يغادرون المنطقة متجهين إلى منطقة المغرب العربي ودول الساحل واليمن والصومال.