طهران – وكالة «إرنا» – وصف رجل الدين محمد إمامي كاشاني خلال صلاة الجمعة في طهران أمس، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنه «مطيع»، نافياً «وجود خلافات بين المسؤولين» في قضية إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي. لكن المدعي العام غلام حسين محسني إيجئي اعتبر أن قرار نجاد إقالة مصلحي «لا يمكن تفسيره»، كما أمرت لجنة يرأسها بحجب أربعة مواقع إلكترونية مؤيدة له. وقال كاشاني: «الرئيس أقال وزير الاستخبارات، لكن قائد الثورة الإسلامية (المرشد علي خامنئي) أمر الوزير بمواصلة عمله». وأضاف خلال خطبة صلاة الجمعة: «الأجانب جعلوا من الموضوع مادة خصبة، اختلقوا بعدها ضجيجاً إعلامياً زعموا فيه وجود خلافات بين المسؤولين في النظام، لكنهم يجهلون طبيعة نظام الجمهورية الإسلامية». وزاد: «نقول للأجانب: النظام ليس كما تتصوّرون، بل أن أمر الولي الفقيه مطاعٌ من الجميع، شرعاً وقانوناً وأخلاقاً». كاشاني اعتبر نجاد «شخصاً مطيعاً ونشطاً»، قائلاً: «النظام صُمّم في شكل يعمل وفق القوانين، لكن إذا اعتبر ولي الأمر أن من المصلحة اعتماد موضوع ما، يتمّ وفقاً لذلك اتخاذ الإجراء اللازم». أتى ذلك بعدما انتقد محسني إيجئي نجاد، مؤكداً أن قراره إقالة مصلحي «لا يمكن تفسيره». وذكّر بأن المرشد بعث برسالة إلى نجاد، اعتبر فيها أن «إبدال مصلحي ليس في مصلحة البلاد». محسني إيجئي الذي أبعده نجاد من وزارة الاستخبارات، بعد انتخابات الرئاسة عام 2009، وأبدله بمصلحي، شدد على ضرورة التنبّه إلى «حساسية» دور الوزارة. وما زال موقع الرئاسة يمتنع عن نشر رسالة المرشد، كما أن نجاد لم يردّ عليها. وأمرت لجنة يرأسها محسني إيجئي، بحجب 4 مواقع على الأقل مؤيدة لنجاد، بسبب أسلوب تعاطيها مع قضية إقالة مصلحي. وأحد تلك المواقع، «دولت يار»، نشر انتقادات عنيفة لمناهضي الرئيس، محذراً من أن الهجمات المتكررة على الحكومة قد تؤدي إلى «مواجهات دموية في الشوارع». أما موقع «محرمانه نيوز»، فاعتبر أن خامنئي «اقترح» بقاء مصلحي في منصبه، ولم يأمر بذلك، لافتاً إلى أن «هذه السنة هي سنة الجهاد الاقتصادي (كما أعلن المرشد)، وليس سنة مهاجمة مشائي»، في إشارة إلى اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب نجاد، والذي يحمّله المحافظون مسؤولية إقالة مصلحي. مشائي الذي أفاد موقع «مشرق نيوز» بنقله إلى مستشفى حيث يُعالج من مرض السكري، وهذا ما نفته وكالة «فارس»، يكتسي «أهمية بالنسبة إلى نجاد، بوصفه مستشاراً رئيساً للرئيس الذي تتزايد عزلته»، كما تفيد برقية ديبلوماسية أميركية سرّبها موقع «ويكيليكس» ونشرتها صحيفة «ذي غارديان» البريطانية. وتضيف البرقية أن مشائي برز أيضاً بوصفه «ناطقاً باسم حكومة نجاد الذي أبلغ الصحافة بأنه (أي الرئيس) سيكون سعيداً بأن يشغل منصب نائب الرئيس في إدارة يقودها مشائي، ما أثار تكهنات بسعي نجاد إلى أن يخلفه مشائي عام 2013». ونقلت الصحيفة عن هوشانغ أميرأحمدي، رئيس «المجلس الأميركي - الإيراني» والذي يعرف مشائي، قوله: «مشائي يقول إن الإيرانيين هم إيرانيون أولاً، والإسلام يأتي ثانياً». وأضاف: «إنه يعيد إحياء مصدر كبرياء قومي للإيرانيين، وهذا ما أُهمِل ليس فقط منذ الثورة الإسلامية عام 1979، لكن في القرنين الماضييْن». وزاد: «بعد الثورة، دفع الهاجس الواسع بالإسلام السلطات إلى إهمال تاريخ إيران، ومشائي يسعى الآن إلى الترويج لهذا النوع من السرد القصصي القومي. أعتقد أن نجاد يتعاطف أيضاً مع تاريخ إيران، وسعى إلى إحياء مجدها الغابر ونفوذها». وقال هوشانغ أميرأحمدي: «بالطبع إن الآراء القومية لمشائي تشكّل تهديداً لرجال الدين الذين يخشون إضعاف نفوذهم».