نفى رئيس وزراء مصر السابق الفريق أحمد شفيق تعرضه للخطف أو الاحتجاز فور وصوله إلى القاهرة السبت الماضي، فيما أبدى تريثاً بخصوص قرار خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في غضون أشهر، ل «تحري الدقة»، ما فُسر بأنه إمكان للتراجع عن هذا القرار. وسبق لشفيق أن أعلن في بيان في الإمارات قبيل عودته إلى مصر، نيته خوض السباق الرئاسي، وانتقد الأوضاع داخل مصر، لكن نبرته تغيرت على نحو لافت خلال أول ظهور له بعد عودته عبر مداخلة هاتفية لفضائية «دريم» الخاصة مساء أول من أمس. وقال شفيق أن «نية المشاركة في الانتخابات تحدثت في شأنها في الإمارات بناء على ما توافر لديّ من معلومات وفكرة عامة عن الموقف الحالي. الآن وأنا موجود على أرض الوطن، حري بي أن أزيد الأمر تدقيقاً وتفحصاً». وكانت لافتة إشارة شفيق إلى الأوضاع في مصر بالإيجاب، حين قال: «أستشعر ما يدور من مجهود، وما نراه من نتائج، وفي ظلها سيأتي الاختيار منطقياً». ومن المقرر أن يعلن حزب «الحركة الوطنية» الذي يترأسه شفيق، موقفاً نهائياً بخصوص الانتخابات الرئاسية في مؤتمر عام في 23 الجاري. وقال رئيس الهيئة البرلمانية للحزب النائب محمد بدراوي ل «الحياة» أمس: «سنجتمع خلال أيام كهيئة برلمانية عن الحزب وقياداته مع شفيق لبحث خوض الانتخابات حتى يصدر القرار في شكل مؤسسي». وشدد بدراوي على «سعي الحزب إلى أن تخرج الانتخابات في صورة مشرفة لمصر، وفي شكل ديموقراطي تنافسي من دون أن تسير في اتجاه واحد»، لكنه أكد في الوقت ذاته «لن يدفعنا ذلك إلى اتخاذ قرار متسرع من دون تفكير». واعتبر رئيس الهيئة البرلمانية للحزب تصريحات شفيق إيجابية، قائلاً: «هدأت الأجواء وأزالت ما أثير من إشاعات». وأكد شفيق عدم صحة كل ما أثير حول احتجازه، مشيراً إلى استقباله من جانب مسؤولين في مطار القاهرة، واصطحابه إلى فندق فخم في محيط سكنه إلى حين تهيئة منزله. كما نفى شفيق توقيفه في الإمارات وترحيله إلى مصر، مثنياً على حسن الضيافة في الإمارات والتوديع «المميز». وجدد شفيق تأكيده عدم الإدلاء بأي تصريح إلى قناة «الجزيرة» القطرية، معتذراً عن الخطأ الذي حدث ببث بيان له عبرها. وأوضح أن «المقطع لم تكن مقررة إذاعته في ذلك الوقت، سجلته كبديل في ظروف أخرى»، لافتاً إلى أنه سيقاضي «الجزيرة»، وأن تحقيقات تُجرى لتحديد كيفية وصول البيان إليها. وشنت وسائل إعلام تابعة ل «الإخوان المسلمين» هجوماً ضارياً على شفيق عقب تصريحاته الأخيرة، في تحول لافت، إذ كانت استقبلت تلك الوسائل إعلانه نيته الترشح ومنعه من السفر من الإمارات بحفاوة وترحيب، فيما سبب لهم ما بدا أنه تراجع عن خوض الانتخابات، حالاً من الصدمة. وسبق أن خاض شفيق الانتخابات الرئاسية عام 2012 أمام مرشح الجماعة محمد مرسي، وحصل على نحو نصف الأصوات.