علمت «الحياة» أن القيادي في «الجماعة الإسلامية» المصرية عصام دربالة التقى مندوباً عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وسلمه طلباً من الجماعة للإفراج عن عضوي الجماعة عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر المحبوسين في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. وقال الرجل الثاني في الجماعة الدكتور ناجح إبراهيم ل «الحياة» إن دربالة التقى قبل أيام مندوباً عن المجلس العسكري وسلمه الطلب، بعدما كان المجلس تلقى طلباً من أسرة عبود الزمر للإفراج عنه. وأشار إلى أن «وزير الداخلية السابق محمود وجدي كان اتخذ إجراءات للإفراج الصحي عن الزمر، وكان متوقعاً إطلاقه الأسبوع الجاري، لكن ما حدث في جهاز مباحث أمن الدولة عطل الأمر»، في إشارة إلى اقتحام مقار الجهاز الذي أتلف ضباطه آلاف المستندات. وأوضح أن «إطلاق الزمر قد يستغرق وقتاً، إذ أن الأمر سيكون محل بحث وزير الداخلية الجديد منصور العيسوي، لكن جهاز أمن الدولة كان المعني بالأمر وبعد هذه الأحداث لا نعلم من المنوط بالأمر، لذلك نناشد المجلس العسكري الاهتمام بملف عبود الزمر واتخاذ قرار بإطلاقه». والزمر مقدم متقاعد في جهاز الاستخبارات العسكرية كان شارك في عملية اغتيال السادات. وذاع صيته بعد أن ذكره السادات في أحدى خطبه من دون ذكر اسمه، إذ قال «الولد الهارب اللي عارف نفسه، أنا مش هرحمه»، في إشارة إلى الزمر الذي كان فر بعدما انكشف أمر انضمامه إلى تنظيم يخطط لاغتيال الرئيس. والزمر هو صاحب فكرة الهجوم المباشر على المنصة من الأمام أثناء العرض العسكري الذي شهد اغتيال السادات في 6 تشرين الأول (أكتوبر) 1980. وصدر عليه حكمان بالسجن في قضيتي اغتيال السادات (25 سنة) وتنظيم الجهاد (15 سنة). وقررت محكمة في العام 2007 التنحي عن النظر في استشكال تقدم به لإطلاق سراحه. وكان أعضاء «الجماعة الإسلامية» تظاهروا في ميدان التحرير خلال الأسابيع الماضية ورفعوا صوراً للزمر وباقي المعتقلين من قيادات الجماعة وطالبوا بالإفراج عنهم. ولفت إبراهيم إلى أن اللقاء بين دربالة ومندوب المجلس العسكري «انتهى بوعد بدراسة الملف واتخاذ قرار في شأنه». وقال إن «إجراءات الافراج الصحي عن الزمر كادت أن توشك على الانتهاء لولا ما حصل في جهاز مباحث أمن الدولة، ورغم ذلك نتوقع أن يطلق سراحه هذا الشهر». وروى إبراهيم ل «الحياة» تفاصيل إصابة عبود الزمر بشظية في يده نتيجة تبادل لإطلاق النار في سجن دمنهور. وقال إن «بعض السجناء الجنائيين تحصنوا في مستشفى السجن بعد تمردهم من أجل تغيير مأمور السجن ورئيس المباحث، فيما كان عبود وطارق الزمر في المستشفى». وأضاف أن «السجناء طلبوا أن يظل الشيخ طارق معهم كي لا تطلق قوات الأمن النار عليهم وأن يتفاوض هو باسمهم، لكنه رفض وتطور الأمر إلى حد تبادل إطلاق النار بين السجناء والإدارة، ما تسبب في إصابة عبود، وإزاء هذا الوضع طلبنا من الأجهزة الأمنية إما الإفراج عنه أو نقله من السجن أو تأمينه». وأضاف: «في هذه الليلة لم تكن هناك سيارات ترحيل، فذهب 20 من أبناء الجماعة الإسلامية لمرافقة الزمر في السجن لحمايته. ونقلته إدارة السجن بعد إجلائه من المستشفى إلى مبنى الإدارة، وأمضى معه الليلة خمسة من أبناء الجماعة لتأمينه، حتى نُقل في اليوم التالي إلى سجن ملحق طرة المؤمّن».