أعلن الثوار الليبيون أمس سيطرتهم على مرفأ البريقة النفطي (شرق)، بعد انسحاب القسم الأكبر من قوات العقيد معمر القذافي إلى الغرب إثر تفخيخ المنشآت النفطية. وأوضح المتحدث باسم الثوار شمس الدين عبدالملا أن "القسم الأكبر من قوات القذافي انسحب إلى راس لانوف" على بعد 50 كلم إلى الغرب، مبينا أنه بقي ما بين 150 و200 جندي من الموالين للنظام في الموقع النفطي. وكان الثوار يحاولون أمس السيطرة على المدينة لفتح طريق العاصمة طرابلس أمام تقدمهم. والاستيلاء على البريقة من دون التسبب بأضرار جسيمة في البنى التحتية فيها يمثل بالنسبة إلى الثوار نصرا كبيرا لأنه سيتيح لهم التزود بالوقود وإطلاق حركة صادرات النفط المتوقفة تقريبا. وأعلن حلف شمال الأطلسي أنه قصف أمس رادارا في مطار طرابلس الرئيسي كان يستخدم لمراقبة الطيران المدني، لكن استعملته قوات القذافي لرصد طائرات الحلفاء. وكان الحلف أعلن أمس أيضا أن طائراته أصابت 11 آلية عسكرية ومركزا للمراقبة في ضواحي البريقة أول من أمس. وفي الغرب أصيب 23 من الثوار ليل الأحد بمعارك ضد قوات القذافي على بعد نحو 20 كلم من مصراتة التي يسيطر عليها الثوار. كما أكد الثوار أن رجال القذافي قصفوا مواقعهم على بعد بضعة كيلومترات من وسط مدينة زليطن (غرب)، وهي الهدف المقبل لهم على بعد 150 كلم شرق طرابلس. وفي جنوب غرب طرابلس، تم تكريس العمل لتعزيز المواقع بعد إحراز تقدم في بداية الشهر. وأطلقت قوات القذافي فجر أمس صواريخ على مواقع الثوار في القواليش، البلدة الجبلية، وبير عياد في واد قريب، كما أعلن المجلس العسكري للثوار. وسياسيا، أعلن الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره وزراء الخارجية الأوروبيون ببروكسل أمس عن استعداده للمساعدة في إدارة مرحلة ما بعد القذافي في ليبيا والمساهمة في وضع شروط لوقف إطلاق النار تأخذ بعين الاعتبار المصالحة الوطنية ووحدة الأراضي الليبية. وقال الوزراء الأوروبيون: إن القذافي فقد نهائياً كل الشرعية وعليه مغادرة سدة الحكم فورا. وفيما أشادوا بقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال ضد القذافي ونجله ورئيس جهاز مخابراته، اعتبروا المجلس الانتقالي الليبي الممثل الشرعي، داعين المقربين من القذافي إلى التخلي عنه. إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعلن أمس أن روسيا ترفض الاعتراف بالمجلس الانتقالي في ليبيا كممثل شرعي. وقال: إن الاعتراف يعادل "الانحياز إلى أحد فريقي النزاع في الحرب الأهلية". وأضاف "نجري اتصالات مع طرابلس وبنغازي ليجلس الطرفان على طاولة المفاوضات". وفي واشنطن، يتجه المناخ العام بين المسؤولين الأميركيين نحو التفاؤل بقرب موعد انهيار نظام القذافي. وقالت وكالة المخابرات المركزية: إن هناك علامات تدل على وجود خلافات بين بعض أهم أركان النظام حول المسار الذي ينبغي اتباعه لإقرار حل مقبول للمواجهة. وأضافت: أن نسف خط الأنابيب الذي ينقل النفط إلى طرابلس سيؤدي إلى انتهاء مخزونات الوقود لدى كتائب القذافي في نهاية أغسطس المقبل. ويرى الباحث الأميركي آنتوني كوردسمان أن هناك احتمالا بأن تتكثف الوساطة التركية خلال رمضان المقبل. وأضاف "يبدو أن الثوار سيكثفون عملياتهم خلال الأيام المقبلة لإحداث تحول من نوع ما في الموقف على الأرض قبل أن تبدأ مفاوضات معلنة بينهم وبين النظام".