فنانو «الهيب هوب» لا يبتسمون كثيراً، لذلك لم يكن مفاجئاً أن مغني الراب الليبي أم سي سوات، استقبل فريق شبكة «سي أن أن» بريبة في ستوديو مكتظ بدخان السجائر، في مبنى كان في السابق ملكاً للحكومة في بنغازي. وهذا هو المكان الذي يكتب فيه سوات (23 سنة) كلمات قاسية حول نظام الزعيم الليبي معمر القذافي منذ الثورة التي بدأت في شباط (فبراير) الماضي. ويحق للموسيقيين والفنانين الليبيين أن يكونوا حذرين من الغرباء، فعلى مدى عقود، يقولون إنهم يخشون عملاء ومخبرين مدفوعين من نظام القذافي يبلغون الحكومة عن أي عمل يعتبر معادياً للدولة. وعندما سئل عما سيحدث لو كان انتقاده للنظام هذا تم قبل الثورة، قال سوات: «سأموت ربما رمياً بالرصاص مثل توباك»، في إشارة إلى مقتل مغني الراب الأميركي توباك عام 1996. ولكن هنا في بنغازي، عاصمة المعارضة، ليس هناك أثر للموالين لنظام القذافي بعد الآن، وهو خوف أبقى فنانين مثل سوات هادئين لفترة طويلة. والكثير من الأغاني والموسيقى تلك يحضَّر لها في مبنى من خمسة طوابق، وهو مبنى حكومي تحول إلى مركز ثقافي، ويقع على بعد خطوات من شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتزخر ممراته وجدرانه برسوم كرتونية معادية للنظام. وفي إحدى أغانية التي يعمل عليها، يقول سوات: «غداً سنأخذ أرضنا.. معمر، نحن قادمون بثورة شاملة».