ماتزال منطقة النماص الواقعة في الجنوب الغربي للسعودية تسجل هزات أرضية بين الحين والآخر، منذ أول هزة حدثت فيها قبل شهر، وتحديداً في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وبحسب المدير العام للمركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين في الهيئة الوطنية للمساحة والجيولوجيا المهندس هاني زهران، فإن النماص سجلت 59 هزة أرضية خلال الشهر الماضي، كان آخرها يوم أول من أمس. وقال زهران ل«الحياة»: «إن آخر الهزات الأرضية المسجلة في النماص أول من أمس كانت ضعيفة جداً، إذ بلغت 1.7 درجة على مقياس ريختر». وزاد: «محطات الرصد الزلزالي التابعة للشبكة الوطنية في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية سجلت نشاطاً زلزالياً ملحوظاً في شمال مدينة النماص، بمسافة تصل إلى 16 كيلومتراً، وبلغ عدد الهزات الأرضية المسجلة حتى تاريخه 59 هزة أرضية، منذ شهر تقريباً». موضحاً أن أكبر تلك الهزات الهزة الأرضية التي كانت أولها، والتي وقعت في الثالث من شهر نوفمبر الماضي، إذ بلغت قوتها أربع درجات على مقياس ريختر». منوهاً بأن الهزات الأرضية البالغ عددها 59 والمسجلة في منطقة النماص تقع غالبيتها في شمال غرب مدينة النماص، وتبعد عنها مسافة 16 كيلومتراً. وأضاف: «إن الهزات الأرضية، ولاسيما أولى تلك الهزات، حدثت في منطقة التقاء ثلاثة صدوع أرضية تأخذ اتجاهي: شمال غرب، وجنوب شرق، مع صدوع أخرى تأخذ اتجاهات: شمال شرق، وجنوب غرب، وشمال جنوب مدينة النماص». وأضاف: «كما يتضح من توزيعات الزلازل في منطقة النماص، سبق الهزة الرئيسة هزة واحدة، ثم تلاها عدد من الزلازل الضعيفة، وأنها تقل من حيث العدد والقوة، حتى تضاءل العدد والقوة وبلغت قوتها 1.7 درجة على مقياس ريختر، ويرجع الشعور بالهزة إلى ضحالة عمقها». وأردف قائلاً: «كما يتضح من التوزيع المكاني للهزات الأرضية والصدوع المنتشرة في المنطقة وميكانيكية حدوث الهزة الرئيسة إلى أن الصدع المتسبب في هذا النشاط يأخذ اتجاه شمال شرق - وجنوب غرب، مع وجود تأثير لسد حلباء، الذي يقع بالقرب من مواقع النشاط الزلزالي». ولفت زهران إلى أن هيئة المساحة والجيولوجيا عملت استبياناً للأهالي من طريق فريق فني متخصص تابع لها، وقال: «يهدف الاستبيان إلى الوقوف على تأثيرات هزات النماص في الأهالي والمقيمين في كل من حلباء، والسرح، والغرة، وبدوة، وأبو الشوق، وطلالة، وبالقرن، وآل عمران، وآل سليمان، وبني عمرو، والمدانة، وخشرم، والخضرة، وآل قحطان، وآل ذيدان، وآل سويكت، النماص، والمجاورة، وتربان، بارق، وتنومة، والبشاير، ومنصبة، وبللسمر، وبللحمر، والخللة، وحبكان، وخميس مطير، والقواعد، وفرشاط، ومحايل عسير، والمنشبة، وأحد تربان، وخاط». موضحاً أن من نتائج الاستبيان أنه كانت أكثر المناطق شعوراً بالهزة كل من حلباء، وأبو الشوق، وطلالة، وزاد: «اتضح أن معظم من شملهم الاستبيان شعروا بالهزة قوية في المناطق القريبة من موقع الهزة الرئيسة، كما يقل الإحساس بالهزة كلما ابتعدنا عن مصدرها، مع سماع أصوات تشبه الرعد». وأضاف: «ستستمر هذه الهزات الضعيفة إلى أن تعود المنطقة إلى حال الاستقرار». وطمأن الأهالي والمقيمين في منطقة النماص «أرجو عدم الخوف من الهزات الضعيفة والعابرة التي تحدث حالياً، لأن الوضع الزلزالي في المنطقة في طريقه إلى الاستقرار». مؤكداً في الوقت ذاته أن ما يحدث هو أمر طبيعي ولا يدعو إلى القلق والخوف، وقال: «سيستقر الوضع قريباً في المنطقة، والهيئة تراقب عن كثب النشاط الزلزالي على مدار الساعة، لذلك لا داعي للهلع والخوف، إذ إن الموقف تحت السيطرة، ونحن على تواصل مستمر مع الجهات ذات العلاقة، وبخاصة الدفاع المدني، لتقويم الموقف واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة». وأضاف: «إن الهيئة استعرضت السيناريوات المتوقعة للشدة الزلزالية في حال وقوع زلازل بقوى مختلفة، واتضح من النتائج أن الأوضاع مطمئنة».