يقدم المتحف الوطني بالرياض مجموعة من البرامج والفعاليات والورش التفاعلية بمناسبة انعقاد ملتقى آثار المملكة الأول، خلال الفترة من 7 إلى 25 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وذلك بمشاركة طلاب وطالبات المدارس من يوم الأحد وحتى الخميس، فيما تنفذ البرامج في الفترة المسائية في أيام عطل الأسبوع لجميع زوار المتحف. وتضم الورش التي سيتم تنفيذها ورشة بعنوان: «صنعتها بيدي» تشمل أركاناً عدة، منها ورشة صناعة الفخار ينفذها الحرفي أمام الزوار ليتعرفوا خلالها على العناصر الرئيسة لصناعة الفخار مثل العجن، وبناء الأواني، واستعمال الأدوات الخاصة بصناعة الفخار. ومن ضمن الأركان «ورشة السدو» يقدمها عدد من الحرفيات لتعليم وتثقيف الزوار، وتعزيز مفهوم الأشغال اليدوية كعمل فني رفيع، يهدف إلى تنمية مهارات الزوار وتعزيز قدراتهم في صناعة المشغولات وفنون الرسم على الأنسجة وتأكيد أهمية الحفاظ على التراث الوطني وتقاليده العريقة. أما ورش «النحت على الحجر» التي يقدمها الفنان التشكيلي أحمد المالكي فهي تبرز مهارة النحت على الصخور بالرسومات التراثية والزخارف المعمارية. ويؤكد المالكي وهو حامل شهادة الماجستير في مجال الفنون، أنه يرى في شُغل الأشكال التراثية قيمة جمالية خاصة ويصفها بالصناعة النادرة، كما يشير إلى أن تعلم هذه الحرفة أصبح أكثر أهمية في الوقت الحالي. وتتيح هذه الورشة عرض جوانب من أعمال فنية في الحفر على الحجر والرخام وما يسمى بنحت التراث، كما يقوم الزوار والأطفال بمحاولة نحت أحرفهم وأسمائهم وتقدم كإهداء لهم. كما أولى المتحف اهتماماً وعناية بذوي العقول المضيئة، إذ تم تجهيز ركن للرسم بلغة برايل يشرف علية عمر السحيباني ويعرض المرسم صور مستوحاة من تراث وآثار المملكة، ويقوم الزوار بتجربة فريدة بالرسم من طريق اللمس والتحسس. وأوضح السحيباني أن سهولة طريقة برايل وبساطتها أدت إلى اندثار جميع الطرق الأخرى، لافتاً إلى أن إقامة مثل هذه الورش دليل حرص الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودورها في بناء عالم أكثر شمولاً وإنصافاً للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وأتاحت هذه الورش للحرفيين من مختلف المناطق المملكة لقاء الجمهور واستشعار التقدير لجهدهم في حفظ تراث الوطن والاعتزاز به. في حين أوضح مدير إدارة البرامج وعلاقات الزوار محمد الحلوي أن هذه الورش تهدف إلى توثيق العلاقة بين المتحف وأفراد المجتمع بما ينمي روح المشاركة والمسؤولية وتسهم في نشر الثقافة المتحفية والوعي بأهمية الآثار في تعزيز الهوية الوطنية، مبيناً أن إشراك ذوي العقول المضيئة في ورش العمل يؤكد إيمان المتحف بأهمية هذه الشريحة واستحقاقها لتلبية متطلباتها كونها قادرة على رفد المجتمع بالطاقات والمواهب والخبرات المميزة التي لا تقل شأناً عما تقدمه غيرها من شرائح المجتمع. كما بيّن أن جميع هذه الورش تقدم مجاناً، إذ بإمكان الأطفال أو أولياء أمورهم الحضور والمشاركة. وأفاد المدير العام للمتحف الوطني جمال عمر أن هذه البرامج المتنوعة جاءت تزامناً مع ملتقى آثار المملكة الأول، وتماشياً مع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث، والذي يحرص من خلاله على دعم الفعاليات والمبادرات التي تسلط الضوء على التراث الأصيل والتوعية بما يضمه من كنوز ينبغي الاعتزاز بها، إلى جانب دعمه المتواصل لتعليم الشباب وتثقيفهم.