عيّن رئيس زيمبابوي الجديد إمرسون منانغاغوا مسؤولين عسكريين كباراً في مناصب بارزة في حكومته، بينهم المارشال في القوات الجوية بيرانس شيري وزيراً للأراضي والعميد سيبوسيسو مويو وزيراً للخارجية، كما اختار وزيراً مخضرماً هو باتريك تشيناماسا لتولي حقيبة المال. وأعاد منانغاغوا الذي أدى قسم اليمين رئيساً للبلاد قبل أسبوع بعدما تنحّى روبرت موغابي (93 سنة) إثر «انقلاب أبيض» للجيش، وجوهاً كثيرة من عهد موغابي، ما قد يحبط الشعب الذي كان يتوقع حكومة ذات قاعدة عريضة وانفصالاً عن الماضي. وفيما يواجه منانغاغوا تحديات كبيرة خصوصاً على صعيد الاقتصاد الذي يئن تحت وطأة نقص حاد في العملة الصعبة أعجز المصارف عن توفير السيولة لعملائها، أعلن صندوق النقد الدولي أنه سيوفد بعثة إلى زيمبابوي خلال أيام للقاء مسؤولي الحكومة الجديدة وتقويم الوضع المالي والاقتصادي للبلاد. وقال الناطق باسم الصندوق جيري رايس: «ستنفذ البعثة مهمة تحديث تقويم الصندوق للوضع المالي في زيمبابوي ومعرفة التطورات على صعيد الصرف الأجنبي، والخطط الاقتصادية للإدارة الجديدة». وتابع: «صندوق النقد مستعد لمساعدة الحكومة الجديدة في صوغ سياسات تساهم في استعادة الاستقرار والنمو، لكن منحه حزمة مساعدات مالية لن يكون ممكناً إلا حين يحصل تقدم في تسوية المتأخرات مع مؤسسات دولية أخرى». على صعيد آخر، يتوقع بعض المزارعين البيض ال4500 من مواطني زيمبابوي الذين صودرت مزارعهم في عملية الإصلاح الزراعي التي أطلقها الرئيس السابق موغابي عام 2000 من أجل توزيعها على الغالبية السوداء، أن يستعيدوا أراضيهم مع ترجيحهم لجوء الحكومة إليهم لإنعاش القطاع الزراعي المدمر. وكان هدف من العملية تصحيح التفاوت الكبير الموروث عن الماضي الاستعماري. لكنها نظِمت في شكل سيئ من أجل إفادة مقرّبين من النظام ومزارعين لا يملكون تجهيزات ولا يملكون خبرة غالباً، ما أدى إلى انهيار سريع في الإنتاج الذي انخفض من 1.3 بليون عام 2001 إلى 880 مليون دولار في 2008. وفي خطاب القسم في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أكد الرئيس منانغاغوا تصميمه على إنعاش الاقتصاد المتردي حالياً. وقال: «قررت حكومتي دفع تعويضات للمزارعين الذين حرموا من أراضيهم»، مؤكداً أن دور الزراعة في «الانتعاش الاقتصادي أساسي»، علماً أنه أشرف بصفته نائباً للرئيس بين عامي 2014 و2017 على السياسة الزراعية التي تهدف إلى معالجة النقص في المواد الغذائية، وشجّع سراً المزارعين البيض الذين طردوا من مزارعهم على استئجار هذه الأراضي شرط ألا يعودوا إلى المزارع ذاتها التي انتزعت منهم. وحالياً، لم يبق إلا بضع مئات من المزارعين البيض الذين يمارسون عملهم في زيمبابوي. وتقول جمعية بائعي الآليات الزراعية أن عدد الجرارات التي تستخدم في الزراعة انخفض من 25 ألفاً في 1996 إلى 5 آلاف حالياً. وفي الحقول التي أُعيد توزيعها على الغالبية السوداء يحرث رجال الأرض باستخدام ثيران. وبعد اجتماعاته الأخيرة مع منانغاغوا، أبدى رئيس الجمعية ماركو غاريزيو بعض التفاؤل الذي ربطه بامتلاك الرئيس مزرعة يديرها بنجاح. وقال: «قد لا يدافع المزارعين البيض، لكنه سيدافع بالتأكيد عن إنعاش الإنتاج والإفساح في المجال للمزارعين المؤهلين للعمل في شكل سليم».