القدس المحتلة، واشنطن - أ ف ب، رويترز - هنّأ الرئيس باراك اوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على اعتراض صواريخ فلسطينية بفضل نظامٍ موَّلته الولاياتالمتحدة، حسبما اعلن البيت الابيض إثر اتصال هاتفي بين الزعيمين الإثنين. فيما يصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى فرنسا اليوم طالباً «النصح» والدعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود العام 1967. وجاء في بيان، أن نتانياهو أعرب «خلال الاتصال عن شكره التام لتمويل نظام الدفاع المضاد للصواريخ (القبة الحديد) الذي اعترض عدة صواريخ كانت تستهدف مناطق سكنية اسرائيلية». وأضاف بيان الرئاسة الاميركية، أن «الرئيس (اوباما) هنأ رئيس الوزراء على هذا النجاح التكنولوجي المؤثِّر، وأعرب عن افتخاره بكون التعاون الإسرائيلي الاميركي قد جعل هذا الامر ممكناً». واتصل أوباما بنتانياهو بمناسبة عيد الفصح اليهودي. واختُبرت اثنتان من تلك البطاريات، المنتشرة قرب عسقلان وبئر السبع جنوب اسرائيل، بنجاح خلال مواجهات مسلحة وقعت مؤخراً مع حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة. على صعيد آخر، أكد نتانياهو انه لن يتراجع عن مطلبه بالاعتراف بإسرائيل «امة للشعب اليهودي»، وقال: «ان المستوطنات مسألة مهمة لا بد من حلها عبر التفاوض. إلا أن المستوطنات تُعتبر ثانويةً وليست في لبِّ النزاع». وتابع «إن لب النزاع يبقى في الرفض الدائم للقيادة الفلسطينية الاعتراف بالدولة اليهودية على ايِّ حدود». وذكر نتانياهو شرطاً آخر للتوصل الى اتفاق سلام، هو الضمانات الامنية المتعلقة بحدود اسرائيل مع الدولة الفلسطينية المنشودة، وقال: «نحن بحاجة لوجود اسرائيلي طويل الامد على طول الحدود مع الاردن. نحن بحاجة لحاجز مادي يمنع تسلل عملاء ايران» الى اسرائيل. وجدد الرئيس الفلسطيني رفضه هذه المطالب، موضحاً ان نتانياهو قال خلال مفاوضات السلام في ايلول (سبتمبر) 2010 إنه يريد وجوداً عسكرياً اسرائيلياً «لمدة 40 عاماً» في المنطقة المتاخمة لغور الأردن في الضفة الغربية. وقال: «اذا أراد البقاء 40 عاماً فهذا احتلال، وهو بالتالي سيواصل احتلاله. قلت له: اذا اصررتم على الامر، فدعوا قواتكم هنا وواصلوا احتلالكم الى الابد». من جهة أخرى، استبعد عباس قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة، الا انه حذَّر من ان السلطة الفلسطينية «ستنهار» إن اصرت اسرائيل على استمرار وجودها العسكري في اراضي الدولة الفلسطينية. وأكد في مقابلة مع صحيفة «الايام» الفلسطينية، عزمَه التوجُّهَ الى الاممالمتحدة في أيلول المقبل للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967. الى ذلك، قال عباس، الذي يصل اليوم الى باريس، إنه يريد ان «يطلب النصح» من الرئيس الفرنسي الذي سيلتقيه الخميس، بشأن الخطوات من اجل الاعتراف بدولة فلسطينية. وأضاف الرئيس الفلسطيني: «نحن اصدقاء. وقد يكون صادقاً معنا ويتحدث الينا بصراحة». كما يزور عباس ألمانيا في ايار (مايو)، وقد زار أخيراً بريطانيا والدنمارك وروسيا. وفي مواجهة توقف المفاوضات مع اسرائيل منذ ستة اشهر، يبدو الفلسطينيون مصممين على نقل مسألة الاعتراف بدولتهم بحدود 1967 - أي بما فيها القدسالشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة - الى مجلس الامن.