لغة «الجوع» مفردة مقبولة ومهضومة في وسطنا الرياضي، ومن حق أي فريق أن يضع أي شعار تحفيزي قبل كل حدث مهم وقبل كل بطولة مهمة كما فعل أبناء الوحدة، لكن المدهش أن تتحوّل اللغة إلى مشاعر عدائية مبطنة كما حصل من بعض الصحف المحلية وبعض الشخصيات الرياضية طوال الأسبوع الذي سبق المباراة النهائية على كأس ولي العهد. لغة فجّة ومفزعة تناولتها بعض الألسن وبعض الصحف ضد «الهلال» عنوة وبشكل غير مقبول، وبشكل يعطي مدلولاً عن درجة التعصّب والحنق والغل ضد فريق ذنبه الوحيد سيطرته على البطولات، وكأن الهلال أتى من كوكب آخر، هذه المباراة كشفت بعض جوانب القصور في الفكر المعشعش في أذهان المنفعلين والمتشدقين وأسهمت في سقوط الأقنعة. من حق أي شخص إعلان ميوله وتحديد قناعاته، ولكن ليس من حق أي شخص أن يعلن عداءه وضيقه وحنقه ضد أي فريق مهما كان هذا الفريق، فكل الفرق السعودية محل التقدير والاحترام، ومن يفز يجب أن يبارك له الجميع، ومن يخسر يجب أن يدعمه معنوياً الجميع، فالأيام مداولة، والرياضة فروسية وكر وفر، ومن يفز اليوم يخسر غداً. المفارقة العجيبة أن بعض المشجعين كانوا أكثر اتزاناً، وأكثر نضجاً في أحاديثهم قبل المباراة من بعض مسؤولي الأندية وبعض الإعلاميين، وكانت لغتهم متعقلة للغاية، بينما قياديون ورؤساء أندية ومسؤولون نحوا منحاً آخر، بل جاهروا بتعاطفهم وأمانيهم بفوز الوحدة على حساب الهلال وكانت عبارات التمني مغلّظة ومبحوحة، وعلى الجانب الآخر أتى صوت رئيس رابطة جماهير نادي الاتحاد صالح القرني رائعاً وهو يقول لوسائل الإعلام لن تذهب رابطة جماهير الاتحاد لتشجع الوحدة، والكيان الوحداوي غني برجاله وجماهيره، ولن نقف مع الوحدة ضد الهلال لأن الفريقين عينان في الرأس، أعتقد أن هذه لغة متعقّلة وجميلة من رئيس رابطة نادي الاتحاد، وأفضل ألف مرة من لغة المناوئين الذين جرفتهم المشاعر المبطنة. في هذا الوقت بالذات يحتاج الوطن للترابط والتلاحم، فالجميع يعرف ما يدور حولنا، ويعرف مشاعر المتربصين بهذه الأرض المباركة، ويعلمون تماماً أننا بحاجة للالتفاف والتلاحم خيراً من فتح الفجوات والخلافات ونشر التعصّب المقيت، فالرياضة وسيلة تقارب لا تنافر ووسيلة بناء لا هدم. [email protected]