ستبدأ أوراق التوت في التساقط، وستبدأ التعرية الحقيقية للإعلام السعودي بكل شرائحه، خصوصاً الإعلام المقروء، وسيقف على طرفي شارع الرياضة السعودي عدد كبير من المتفرجين أمام مشهد تأجيل مباريات ممثلي الكرة السعودية في البطولة الآسيوية فريقي الهلال والشباب. الطرح الذي سيتناول قضية التأجيل سيكون مفترق طرق يكشف الميول والميل كل الميل مع الهوى، وليس هناك أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. المشهد سيكون بحسب الميول والقناعات الشخصية، وليس بحسب أمانة المهنة وبحسب ثقافة الوعي والسلوك الحضاري الذي من المفترض أن نصل إليه في زمن الاحتراف. تيار سيكون ضد الهلال بالذات وكأنه من جزر الواق الواق، وتيار مع الهلال قلباً وقالباً، وستكون هناك قلة مع الرأي المتزن المنطقي، بل إن هذه الفئة العاقلة يمكن عدها على أصابع اليد. جيش إعلامي سيسكب حبره الأسود بالتشكيك والغمز واللمز وبهذا الفكر نوسع فجوة الخلاف ونعمق التعصب المقيت، وبهذا التعاطي نكرر مشهد التخوين والتشويه لكل ما هو جميل. الوطنية عند البعض تتحرك بحسب الأهواء وبحسب مصلحة النادي الذي يميل له الصوت الإعلامي النشاز، نفس الصوت كان يبارك تأجيل تسع مباريات للاتحاد في العام 2005 عندما حقق اللقب الآسيوي ونفس الصوت يجلد الهلال ولجنة المسابقات بعبارات مؤذية. لجنة المسابقات ارتكبت غلطة شنيعة بعدم وضع جدول مباريات بديل في حال استمرار الهلال والشباب في البطولة الآسيوية، واللجنة ورطت الوسط الرياضي، وأشعلت فتنة كانت نائمة ووضح أن اللجنة تعمل من دون حسيب، ومن دون رقيب، وأي لجنة لا تتعرض للمساءلة ستستمر في فلك البلادة إلى حين. أصبح التأجيل واقعاً، ويجب أن نتقبله من أجل أن تأتي البطولة الآسيوية لفريق سعودي، ومن أجل الظهور في مونديال أندية العالم لفريق سعودي، وإذا كان الجانب الاتحادي يشعر بالغبن فلعل في ذلك خير للفريق. وعلينا التفكير في إطار فريقي الهلال والشباب حالياً، إذ كان من المفترض أن نهيئ كل الظروف للفريقين مهما كان الضرر المحلي. وكان من الواجب أن يلعب الهلال والشباب بمعدل الوقت الزمني نفسه بين مبارياتهم الآسيوية، بحيث يلعب الهلال أمام الفتح أو الاتحاد أو الاتفاق مساء الأربعاء المقبل لكي يستمر إيقاع ورتم الفريق كل أربعاء وهذا في مصلحة الفريق فنياً وذهنياً، والشيء ذاته ينطبق على الشباب. اختار الشباب المباراة المناسبة محلياً قبل المغادرة، بينما أساء الهلال التقدير، وقرر أن يلعب يوم الجمعة المقبل أمام الاتفاق، وفي ذلك مغامرة لا أعرف كيف مرت على سامي الجابر، وكان من المفترض أن تقام المباراة مساء الأربعاء. معايير الوطنية تعريها مثل هذه المواقف وأخطاء لجنة المسابقات لا حل لها إلا حل اللجنة. [email protected]