كشف المشهد العام للوسط الرياضي السعودي اننا نعيش في زمن الحطيئة وأبو جهل ومسيلمة، نعم سقط الهلال والشباب ممثلا الكرة السعودية في بطولة الأندية الآسيوية وخرجا من المولد من دون حمص، لكن المشهد المفجع كان مرصوداً للفريق الهلالي الذي خرج على يد فريق ذوب آهان الإيراني، إذ تعرت الحقيقة المرة للجميع ووضح أن النوايا السيئة كانت جاهزة تماماً لتحويل المشهد إلى جلد ونقد وشماتة. هل سقوط فريق سعودي في بطولة خارجية يكشف كل هذه المساحة من الحقد وهذا المسافة من التخلف والتعجرف والتملق؟ كيف أسهم الشارع الرياضي في قتل القتيل ثم المشي في الجنازة؟ كيف تكيفت النفس الأمارة بالسوء مع نغمة الشماتة والتشدق؟ ماذا يفعل الهلال ككيان؟ وماذا تفعل الإدارة؟ قامت إدارة النادي بواجبها على أفضل وجه، بل وصفت الأوساط الرياضية كافة عمل إدارة النادي طوال الموسمين الماضيين بالاحترافي والمثالي. بالتقويم المنطقي أحضرت إدارة النادي ومنذ تسلمها واحداً من أفضل المدربين في العالم وأحضرت أفضل رباعي أجنبي في الدوري السعودي وأقامت معسكرات تحضيرية مثالية، وصرف رئيس النادي من جيبه ضعف بل أضعاف ما قدمه الشرفيون، وبذل اللاعبون كل ما في وسعهم من أجل إسعاد جماهيرهم ولا أقول الوسط الرياضي بهذه البطولة المتمردة وحاولوا بذل كل ما في وسعهم لتحقيق الهدف، ولكن الرياضة هكذا تدير ظهرها لأي فريق وأي منتخب في العالم والدليل بطولة كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا، إذ قذفت بمنتخبات إنكلترا والبرازيل والأرجنتين وألمانيا وهولندا خارج أسوار البطولة، ومنحت منتخب اسبانيا اللقب للمرة الأولى. هل كل فريق في العالم يخطط ويستعد يحقق البطولة التي يسعى لها؟ وهل كل فريق في العالم مهما كان صيته يحقق الفوز في كل مباراة ولا يخسر نهائياً؟ كل من تعاطي الرياضة يعرف ان الفوز والخسارة واردة في كرة القدم، ويعرف إنه لا يوجد فريق في العالم لا يخسر، وإن البطولات أشياء مستقبلية غيبية لا يعلم أي شخص أين مصيرها. كشفت سقطة الهلال الآسيوية عن فجوة العلاقة بين وسطنا الرياضي والحضارة الإنسانية ولا أعلم كيف سيكون رد الفعل لو كانت الفرق المتشدقة تملك ذلك الرصيد الذي يملكه الهلال من قاعدة جماهيرية عريضة ومنظومة إعلامية رفيعة المستوى وأكبر عدد من البطولات الخارجية والمحلية. الهلال مثل الجمل إذا سقط كثرت سكاكينه وهذا قدر الأندية الكبيرة التي تحقق المنجزات وتعلو على السطح بأرقامها الإعجازية، ويبدو أن فرحة الشامتين أتت خوفاً من بطولات هلالية قادمة توسع الأرقام بين الهلال وأضداده. [email protected]