اتهم قائد قوات الدعم السريع السودانية الفريق محمد حمدان دقلو، رئيس مجلس الصحوة، زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال المتهم بقيادة ميليشيات «الجنجاويد» في دارفور بالتورط في مؤامرة بالاشتراك مع أطراف خارجية لخلخلة الأوضاع في دارفور، كاشفاً عن اعتقال شخص يحمل الجنسية الجزائرية ضمن مجموعة هلال يملك أجهزة اتصالات متطورة وحديثة، «ما يؤكد مشاركة أطراف أجنبية في زعزعة الأمن والاستقرار في الإقليم». ووصف قائد «الدعم السريع»، هلال ب «الشيطان الرجيم»، قبل أن يشبّهه بالعقيد الليبي معمر القذافي لدى وقوعه في قبضة الثوار. وتوعد بتقديم هلال إلى محكمة عسكرية لمسؤوليته عن مقتل عشرات العسكريين خلال السنتين الأخيرتين. وذكر أن قواته اعتقلت جزائرياً كان يرافق موسى هلال، وضبطت بحوزته أجهزة اتصال متطورة، ونقلته معه من دارفور إلى الخرطوم. وتابع الفريق دقلو بالقول إنه «محتجز الآن لدى السلطات»، ويتم التحقيق معه، موضحاً أن عدد ضحايا المواجهات التي وقعت في منطقة «مستريحة» معقل هلال منذ يومين، بلغ 14 قتيلاً من قواته و6 من انصار هلال، إضافة إلى توقيف 50 آخرين. وأوضح دقلو أن هلال يملك أجندة مع جهات خارجية تعمل ضد السودان، من بينها اتصالات مع جهات ليبية، من دون أن يكشف مزيد من التفاصيل، متسائلاً: «هل ننتظره حتى يضرب الخرطوم؟». وأكد استمرار قواته في عملية جمع السلاح المتفلت، وقال: «لن نتوقف ولو قُتل نصف قوات الدعم السريع»، مؤكداً عزمهم على فرض هيبة الدولة في كل الولايات. إلى ذلك، صادرت السلطات الأمنية نسخ صحيفتي «الجريدة» و «التيار» من المطبعة للمرة الثانية خلال أسبوع من دون إبداء أسباب. وقال رئيس تحرير «الجريدة» أشرف عبدالعزيز إن جهاز الأمن صادر المطبوعة للمرة الرابعة خلال شهر من دون إبداء أسباب. وذكر أن الجدال الدائر حول مشروع قانون الصحافة، إذا حُسم لصالح الصحافيين، لن يحميها من المصادرة من قِبل جهاز الأمن، لأن قانونه يعلو على قانون الصحافة. وذكر أن الصحافة تُحكَم بعدد من القوانين المكبِلة للحريات. وطالب بأن يحمي القانون الجديد الصحافة من مصادرات جهاز الأمن وعقوبات مجلس الصحافة. في شأن آخر، اندلعت معارك عنيفة بين قوات جيش جنوب السودان المتمركزة في منطقة كبري جكو على الحدود مع أثيوبيا قرب فقاك، وقوات المعارضة التي تسيطر على المدينة. وقال الناطق الرسمي باسم قوات المعارضة التابعة لنائب الرئيس المقال رياك مشار، الجنرال وليم جاتكوث ل «الحياة» إن قوات الجيش الشعبي المحاصرة في الحدود مع إثيوبيا حاولت كسر الحصار الذي يفرضه المتمردون من أجل فتح طريق للانسحاب من المنطقة، إلا أن قوات المعارضة واجهتها وأجبرتها على التراجع داخل الحدود الإثيوبية و «إحكام السيطرة على الجسر، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات». وأضاف: «استولت قواتنا على أسلحة وذخائر ومؤن ومعدات عسكرية كان أرسلها نائب الرئيس تعبان دينق غاي إلى القوات الحكومية عبر وسطاء من إثيوبيا بعد أن تمت رشوتهم بمبالغ طائلة». من جهة أخرى، أعلنت وزيرة العمل في جنوب السودان ليلى كافوكي انشقاقها، متهمةً الحكومة بتجاهل القوانين والدستور وممارسة انتهاكات ضد المواطنين. وقالت ليلى في تصريح ل «الحياة» بالهاتف أمس، إن الانتهاكات التي يرتكبها النظام تجاه المواطنين أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وأكدت كافوكي انضمامها للمعارضة الجنوبية بقيادة توماس شيرلو، وأرجعت أسباب انشقاقها إلى تجاهل الحكومة مطالبهم وتجاوزها للدستور والقوانين. وأشارت إلى أن السياسات التي تتخذها الحكومة تسببت بتدمير الجنوب وتشريد المواطنين، لافتةً إلى أن بلادها تلقت أموالاً ضخمة من الدول المانحة، وظفت من قِبل أشخاص بالحكومة وليس الدولة. كذلك، أعلن الجنرال زكريا مانجوك انشقاقه عن حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت وتكوينه مجموعة متمردة جديدة، وقال إنه انشق بسبب ممارستها «قمعاً عرقياً ممنهجاً»، مؤكداً أنه سيعمل على إسقاطها عسكرياً. وأضاف بأنه أطلق اسم «الجبهة المتحدة لتحرير جنوب السودان» على مجموعته الجديدة. إلى ذلك، كشف تقرير وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق افريقيا (إيغاد) حول المشاورات التي أجراها فريق من الوسطاء مع قيادات في جنوب السودان حول إمكان إحياء اتفاق السلام، عن رغبة الوسطاء في عودة مشار إلى حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية لتطبيق بنود الاتفاق. وذكر التقرير أن من بين الخيارات التي بحثها وسطاء «إيغاد»، إبعاد كل من سلفاكير ومشار من الحكومة الانتقالية العتيدة، وتشكيل حكومة كفاءات لإدارة البلاد قبل إجراء انتخابات عامة.