أعلنت قوى «نداء السودان» التي تضم المعارضة السلمية والمسلحة، أمس، حال التعبئة العامة وسط القوى المدنية والسياسية، لمقاومة الزيادات في أسعار السلع والخدمات والتي شرعت الحكومة في دراستها، تمهيداً لإقرارها خلال الأسابيع المقبلة. واعتبرت قوى «نداء السودان» التي تضم تحالف المعارضة السياسية في الخرطوم وحركات التمرد في دارفور و»الحركة الشعبية - الشمال» في بيان امس، أن «الحكومة اعتادت على أن تلجأ في أزماتها الاقتصادية الى الخيارات التي ترهق المواطن بدلاً من الخيارات الجادة والمتمثلة في إيقاف الحرب المنتشرة في أطراف البلاد»، مشيرة إلى أن الحرب تكلف خزينة الدولة أربعة ملايين دولار يومياً. وتوقعت القوى استمرار أزمة الخدمات والأزمة الاقتصادية وسياسات الحرب في ظل النظام الحالي، وزادت: «إذ نعلن عن التعبئة العامة ندعو كل القوى المدنية والسياسية لحراك جماهيري مقاوم لزيادة أسعار السلع والخدمات، فالنظام ضعيف ومعزول وقوة الشعب السوداني في وحدته والتفافه حول قضاياه الرئيسية». وبدأت الحكومة الأسبوع الماضي، دراسة زيادة تعرفة الكهرباء لضمان استقرار الإمداد، لكن الرئيس عمر البشير أمر بمرعاة الشرائح الضعيفة من الفقراء. أتى ذلك بعد موجة انقطاع واسعة للتيار وإمدادات المياه أدّت إلى تظاهرات سلمية في بعض احياء الخرطوم. من جهة أخرى، اثارت مغادرة علي عثمان طه نائب الرئيس السابق القيادي في الحزب الحاكم إلى تركيا مع عائلته منذ اكثر من اسبوعين، جدلاً في الخرطوم في ظل تقارير عن استيائه من مجريات الأوضاع السياسية والإجراءات التي تبناها حزبه والتغييرات الحكومية التي أتت دون توقعاته. لكن عبدالعظيم عثمان طه، شقيق علي عثمان الذي أقاله الرئيس من منصبه الرئاسي والحزبي منذ نهاية العام 2013، قال إن زيارة طه تركيا لا علاقة لها بأي شأن سياسي، مشيراً الى حال صحية لزوجته اضطرته للسفر لعلاجها وإجراء عملية لها. على صعيد آخر، أعربت حكومة جنوب السودان عن استيائها من عدم دعوتها لحضور اجتماع دعا اليه فريق الوساطة التابع ل «الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا» (إيغاد) بين مجموعة من القادة الأفارقة والرئيس الأميركي باراك أوباما لدى زيارته اثيوبيا، لمناقشة تطورات الأوضاع في جنوب السودان. وأكدت جوبا انها ستشكو الى الاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيغاد» تجاوز الرئيس سلفاكير ميارديت. ووصف وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين عدم دعوة سلفاكير الى قمة أوباما مع زعماء الدول المجاورة لبلاده، بأنه أمر محبط، وقال إنه في حال جلبت القمة السلام في دولة الجنوب من دون مشاركة الحكومة المنتخبة، فإن ذلك سيصعب تنفيذ الاتفاق. ورفض مقارنة سلفاكير بقائد التمرد رياك مشار، وقال إنه «من الظلم أن نقارن بين الرجلين، وعلى المجتمع الدولي أن يحترم وجودنا كحكومة منتخبة ديموقراطياً». وفي تطور لافت هدد قائدان عسكريان بارزان أقالهما مشار من هيئة قيادة المتمردين وهما الفريق بيتر قديت واللواء جاتكوث قارهوث، بعدم الاعتراف باتفاق سلام مع جوبا يحمل وضعاً جديداً لسلفاكير على رئاسة الحكم من جديد في دولة الجنوب. وتمسك القائدان بقبول اتفاق سلام مع الحكومة شرط إبعاد سلفاكير، ونفيا معلومات عن ان عرضاً من جوبا وراء انشقاقهما عن مشار.