أكد القاضي ومستشار وزير العدل الدكتور عيسى الغيث، أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الخوف من الإسلام بسبب التخويف منه وبين تصاعد الأصوليات في العالم، مشيراً إلى أنه يتم استغلال بعض التصرفات المتطرفة من بعض المسلمين بتهويلها والمبالغة فيها، ومن ثم تعميمها على جميع المسلمين، وجعل الإسلام مسؤولاً عنها، موضحاً أن وجود الأصوليات في سقف معين لا يشكّل خطورة على المجتمع الإنساني والسلم الاجتماعي. وقال الغيث في ندوة عن «الخوف من الإسلام وتصاعد الأصوليات في العالم»، التي نظمت أمس ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: «إن الخوف الحقيقي ليس من أصولية بعض المسلمين، وإنما من تصاعد الأصوليات الأخرى، التي تسعى لاستفزاز وتصعيد هذه الأصولية الإسلامية، ومن ثم تنتقل من تبني الأصوليات إلى تصعيدها، ومن ثم تنتهي إلى تصادمها، لتكون النتيجة المطلوبة تفريق المسلمين وضرب الإسلام»، مضيفاً: «ان الأصوليات الأخرى هي التي انتهكت حقوق المسلمين، بالاستعمار والاحتلال والحروب والابتزاز، وإلى اليوم لم نجد أن المسلمين في مربع الفاعل، وإنما هم في مربع المفعول به». من جهته، أكد رئيس لجنة الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان الدكتور محمد السماك، أن المجتمعات الغربية تعاني سوء التعريف بالإسلام، وما تعرفه عن طريق الاستشراف القديم أو المعاصر أو عن طريق الإعلام والسينما والتلفزيون يشوّه صورة الإسلام، ويقدم المسلمين بشكل عدائي ومستفز، مشيراً إلى أن سلوك جماعات التطرف والغلو يزيد الصورة المشوهة تشويهاً، ويقدم المادة لتبرير الكراهية المتمثلة في الاسلاموفوبيا. وأوضح السماك أنه لتدارك ذلك، لا بد من تعزيز العلاقات الإسلامية المسيحية في الدول العربية خصوصاً والإسلامية عموما، وكبح جماح التطرف والغلو الذي نهى عنه الإسلام عنه، وإقامة جسور الحوار مع أهل الأديان والعقائد والثقافات المختلفة على قاعدة المبادرة العالمية، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في (مكة، مدريد، نيويورك). وأكد الأمين العام المساعد لمركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات في المغرب الدكتور سعيد العلوي، أن الإسلامفوبيا «ظاهرة معقدة ومتشابكة الأطراف، والمقاربة العلاجية فيها تقتضي التوسل بكثير من الحكمة والمعرفة الصائبة»، مشيراً إلى أنها حال مرضية تستدعي علاجاً شاقاً وعسيراً. وقال إن العالم الغربي بشقية الأوروبي والأميركي اما حالات متنوعة من الإسلاموفوبيا نجد تفسيرات لها في الجهل تارة وفي سلوك بعض جماعات اتخذت من الإسلام ستاراً وذريعة للعنف والاعتداء على الأبرياء وفي إشكالات اجتماعية تتصل بحال المسلمين في أوروبا وأميركا الشمالية منذ العقود الأربعة الماضية.