جاءت مضبوطات قوات الأمن المصرية، خلال استهدافها عناصر من تنظيم «لواء الثورة»، الذي يضم في غالبيته شباباً من جماعة «الإخوان المسلمين» المصنفة إرهابية، لتظهر التطور النوعي للتنظيمات التابعة ل «الإخوان» في مصر. واعتادت التنظيمات المسلحة المحسوبة على الجماعة خلال عملياتها في السنوات الماضية، استخدام الأسلحة النارية والعبوات الناسفة بدائية الصنع خلال استهدافها ضباط الشرطة والجيش ومؤسسات الدولة منذ أحداث فض اعتصاميّ ميداني «رابعة» و «النهضة» عام 2013. لكن وزارة الداخلية أعلنت أول من أمس، ضبط خلية تابعة ل «لواء الثورة» كانت تستعد لتنفيذ عمليات إرهابية بسيارات مفخخة كانت مُعدة للتفجير وعبوات كبيرة من مادتي «سي فور» (C4) و «آر.دي.إكس» (RDX) شديدتي الانفجار في عدد من محافظات المنطقة المركزية (القاهرةوالجيزةجنوب العاصمة والبحيرة وكفر الشيخ في الشمال)، ما مثل تطوراً نوعياً لافتاً من حيث امتلاك تلك المجموعات هذه المواد شديدة الخطورة وتجهيز السيارات المفخخة التي لم تستخدمها في المنطقة المركزية إلا جماعة «أنصار بيت المقدس» في تنفيذها تفجيرات مديريات أمن القاهرة والدقهلية قبل مبايعتها تنظيم «داعش» في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2014. وتأتي خطورة هذا الأمر في أن التنظيم كان يخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، من خلال استخدام أسلوب تفخيخ السيارات المجهزة بالمواد الشديدة الانفجار لإحداث أكبر قدر من الخسائر في محافظات عدة، قبل أن تجهض قوات الأمن المخطط وتحديد عناصر التنظيم المسلح والأوكار التي يتخذونها للتدريب والإيواء وتخزين العبوات المتفجرة، وفق بيان وزارة الداخلية. وأوضح البيان أن حملات الدهم أسفرت عن قتل 3 من قيادات التنظيم وتوقيف 9 آخرين من العناصر المتورطة في الإعداد لتلك الهجمات، مؤكداً أن عناصر التنظيم التي تم ضبطها مرتبطة ببعض قيادات جماعة «الإخوان» الفارين في الخارج، دفعت تلك العناصر إلى تلقي دورات تدريبية في مجال تصنيع المتفجرات وتفجيرها من بعد وتكليف بعضهم برصد الشخصيات والمواقع المهمة المزمع استهدافها على أن تضطلع هذه العناصر بامتلاك السيارات. وتفخيخ السيارات التي كانت مُعدة للتفجير التي ضبطتها الأجهزة الأمنية الأسبوع الماضي والتي استخدم فيها تنظيم « لواء الثورة « مادتي «سي فور» و «آر.دي.إكس»، يحتاج إلى أشخاص مدربين على نحو جيد جداً على التعامل مع تلك المواد لشدة خطورتها، لأنها من الممكن أن تنفجر في أي لحظة في حال حدوث أي خطأ أثناء استخدامها. ورصدت أجهزة الأمن في مصر منذ عدة أشهر اتصالاً بين القيادي في «الإخوان» المقيم في تركيا علاء الدين السماحي المطلوب للأمن بتهم الإرهاب وعنصر من كوادر حركة «حسم»، الذراع العسكرية للجماعة في الداخل، كلفه خلاله السماحي التنسيق مع فرع «داعش» في سيناء، إلى جانب قتل قوات الأمن المصري في أيلول (سبتمبر) الماضي تكفيريين فارين من شمال سيناء أعلنت هوية 6 منهم، بينهم نجل القيادي في «الإخوان» إبراهيم الديب، في مداهمة لشقتين في «أرض اللواء» بمحافظة الجيزةجنوبالقاهرة. ووجود أحد أبناء قيادات الإخوان مع عناصر من تنظيم «داعش» في بؤرة واحدة، يؤكد وجود اتصالات وحلقات وصل عدة بين قيادات الجماعة و»داعش» في مصر. وأكد الخبير في مكافحة الإرهاب اللواء رضا يعقوب، أن المضبوطات التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، تؤكد أن هناك تمويلاً خارجياً لتنفيذ تلك العمليات، لأن تلك المواد باهظة الثمن تفوق إمكانات التنظيمات المحلية، مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية أصبحت تتعاون في نقل المعلومات وتتداول فيما بينها طرق تصنيع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات عن طريق التواصل المباشر وتدريب بعض العناصر أو تبادل المعلومات عن طريق الإنترنت. وأشار إلى أن الضربات الاستباقية لأجهزة الأمن في الفترة الأخيرة، خصوصاً ضد التنظيمات الإرهابية في مصر بخاصة، لن تساعد وحدها في القضاء على الإرهاب ما دام هناك دول تدعم تلك العناصر والتنظيمات الإرهابية وتموّلها.