دخلت العبوات الناسفة ضمن أدوات الهجمات الإرهابية التي تستهدف الأرتال الأمنية المتحركة في العاصمة المصرية، في تطور نوعي للاعتداءات التي يشنها محترفون، إذ قُتل ضابط في الشرطة وجُرح آخر ومعه 3 جنود بتفجير عبوة مسامير استهدفت سيارة للأمن المركزي على طريق رئيس جنوبالقاهرة فجر أمس. وقالت وزارة الداخلية في بيان، إن العبوة استهدفت سيارة تابعة للأمن المركزي تقل مجموعة من الضباط والجنود على طريق الأوتوستراد عند حي البساتين، ما أسفر عن مقتل ملازم أول وجرح نقيب و3 جنود. وأفاد مصدر أمني بأن العبوة زرعت أسفل الطريق الدائري في اتجاه العودة إلى طريق الأوتوستراد، ما يشير إلى أن الجناة رصدوا مرور أرتال أمنية من تلك النقطة، وفجروا العبوة من بعد عند مرور السيارة. وكان مسلحون هاجموا قبل أقل من شهر بأسلحة آلية مكمناً أمنياً قريباً من تلك النقطة، وقتلوا ضابطين وأميناً في الشرطة. وكانت الهجمات بعبوات ناسفة توقفت في القاهرة منذ لجم نشاط الخلايا المحسوبة على تنظيم «أنصار بيت المقدس»، قبل أكثر من عامين وتفكيك تنظيم «أجناد مصر»، الذي احترف زرع العبوات الناسفة في مناطق وجود قوات الأمن. وغالباً ما يشن متطرفون ينتمون إلى جماعتي «حسم» و «لواء الثورة» اللتين يعتقد أنهما ولدا من رحم جماعة «الإخوان المسلمين»، هجمات تستهدف قوات الأمن عند أطراف وتخوم العاصمة، باستخدام الأسلحة الآلية أو المسدسات، واستخدموا العبوات على نطاق ضيق لاستهداف المكامن الثابتة. ولم تتبنَ أي جماعة بعد الهجوم، لكن موقع التفجير من بين المناطق التي ينشط فيها عناصر «لواء الثورة» و «حسم». وأتى الهجوم بعد ساعات من استنفار أمني شهدته العاصمة المصرية، بين أبرز ملامحه تفقد وزير الداخلية مجدي عبدالغفار مكامن أمنية في القاهرة والجيزة، كما جال في ميادين عدة للتأكد من استقرار الأوضاع الأمنية، في ظل وجود قيادات وزارة الداخلية من مختلف القطاعات في تلك الميادين. وتفقد فريق من محققي النيابة موقع الهجوم. وأفاد بأن العبوة كبيرة الحجم وضمت مجموعة من المسامير وقطع الحديد، لإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية. ودان رئيس الوزراء والأزهر ودار الإفتاء الهجوم. ودعا الأزهر الشعب المصري إلى الوقوف صفاً واحداً خلف القوات المسلحة والشرطة.