في «لو»، حرفان يحملان بينهما المسافة الكاملة بين الواقع والتمني. وإذا ارتبط الأمر بخيانة ترتكبها امرأة متزوجة، تصبح المسافة أكثر وجعاً في مجتمع عربي. ولكل طرف في مثلث الخيانة، الزوج، الزوجة والعشيق، ال «لو» الخاصة به. في هذا الإطار يأتي المسلسل العربي «لو» من إخراج سامر البرقاوي وإنتاج شركة «صبّاح» اللبنانية وبمشاركة «إيغل فيلم»، ومن بطولة عابد فهد، عبد المنعم عمايري، وديما بياعة من سورية ويوسف الخال، نادين نجيم، حسان مراد، ودارين حمزة من لبنان، وعبد الرحمن أبو زهرة من مصر. ويحاول «لو» تقديم صورة لمفهوم الخيانة وانعكاساتها في بيئتنا الشرقية، عن قصة لنادين جابر وسيناريو وحوار بلال شحادات. العمل مقتبس من ثلاثة أعمال غربية أحدها فيلم Unfaithful من إنتاج 2002 من بطولة ريشارد غير وديان لاين وأوليفييه مارتينيز. وفيما ترفض الكاتبة الإفصاح عن اسم العملين الآخرين، تقول ل «الحياة»، إنّ «المسلسل يعالج الخيانة من زاوية أساسية تطرح تساؤلاً عن مفارقة خيانة المرأة لزوجها، والتي لا تغتفر، في حين يغفر لكل رجل خائن». وتشير إلى بعد غير مرئي لأسباب الخيانة. «هذه الخطيئة قد ترتكبها المرأة لأسباب لا يخلقها الرجل بسبب عيب فيه أو بسلوكه، وإنما أمور أخرى مثل الفراغ أو الروتين»، كما تقول جابر. تدور أحداث المسلسل الرئيسية حول «ليلى» (نادين نجيم) التي تخون زوجها «غيث» مع شاب اسمه «جاد». وعنها تقول نجيم ل «الحياة»: «هي ضحية الصدف التي تدفعها إلى عشق رجل آخر غير زوجها، وتوقعها في تناقض بين الشعور بالذنب ورغبة بعدم خسارة زوجها وبين حاجتها للرجل الذي تحبه». أما شخصية «غيث» فيؤديها النجم السوري عابد فهد، وهو للمرة الثالثة على التوالي في أعماله، يقدم الرجل الذي يتعرّض للخيانة. ويعّلق ل«الحياة» على الموضوع مازحاً: «حين تنتهي مشاكلي مع النساء، تنتهي كل مشاكلي في الحياة». ويصف فهد «غيث» ب«الرجل الدقيق والمنظم والناجح الذي يقع ضحية خيانة زوجته له ليبدأ بالبحث عن حل يتجنب من خلاله أصعب الخسائر المحتملة. ودائماً من خلال كونه إنساناً غير عبثي وغير فوضوي». أمّا الممثل يوسف الخال، فيعتبر دوره مثيراً ومختلفاً فهو «رجل شرقي، يحب الاختلاف والمغامرة ويتميّز بانجراره خلف عادات غريبة عن مجتمعه، إلى أن يقع في حب امرأة متزوجة». ويشارك النجم عبد المنعم عمايري في بطولة العمل بدور «وليد»، ويكشف عنه ل«الحياة قائلاً: انه «الإنسان البسيط الذي لا يحلم إلا بتكوين عائلة، فيقع في مطبات عدة أهمها الانفصال عن زوجته بسبب عدم قدرتها على الإنجاب، ليكتشف حملها بعد أن يكون قد أصبح في علاقة مع امرأة أخرى». ومن أبطال العمل أيضاً الممثل اللبناني حسان مراد الذي يؤدي شخصية «عزيز» صاحب صالة بلياردو يتردد إليها «جاد»، ما يمتّن علاقتهما، ليصبح هو كضمير جاد الذي يقدم له النصائح دائماً. ولكن من دون أيّ نتيجة». والعمل الدرامي الاجتماعي مؤلف من ثلاثين حلقة. وصور في منطقة ضهور الشوير اللبنانية شتاءً، «لأن فضاءها الجغرافي والزمني في هذا الوقت هو الأقرب لروح النص»، بحسب مخرج العمل. وفي سياق متصل، يكشف المنتج صادق صباح ل»الحياة» أن «لو» سيعرض على شاشات «أو أس أن»، «أم بي سي»، «أم تي في»، «التونسية»، «السومرية»، و«الحياة» المصرية، خلال شهر رمضان المقبل. وحينها ستكون هذه الكلمة البسيطة، «لو»، لسان حال أبطاله كل بحسب وجعه وطلبه. العشيق يقول «لو أنها لم تكن متزوجة!»، والزوجة الخائنة تتمنى «لو أن الزمن يعود إلى ما قبل ارتكاب الخيانة»... أما الزوج المخدوع، فربما لن تنفعه أي «لو» بعد اليوم... أو أن العمل قد يقدم إجابة أخرى...