أكد مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن «الأحداث الجارية، العالمية منها والإقليمية، وتغير موازين القوة من حولنا، تدعونا إلى امتلاك القوة في شتى صورها، وتطوير قدراتنا القتالية وتحسينها، حتى تكون قوتنا المسلحة جديرة باهتمام قائدها الأعلى خادم الحرمين الشريفين ورعايته وولي العهد، وحتى تكون جاهزة لتنفيذ مهامها باحترافية عالية ودقة متناهية». جاء ذلك خلال افتتاح الأمير خالد، نيابة عن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مقر معهد قوات الدفاع الجوي في جدة أمس، فاعليات الندوة الدولية للدفاع الجوي 20+20، التي تعد الندوة العسكرية الأولى من نوعها على مستوى القوات المسلحة السعودية، والمستوى الدولي، بمشاركة نحو 21 دولة. ورحّب مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية في كلمة بالقادة العسكريين والمفكرين والباحثين والخبراء والشركات المصنعة على أرض المملكة العربية السعودية، وقال: «إن اللقاء يأتي تحقيقاً لأهداف علمية عملية دقيقة، أهمها تحقيق قدرة الدفاع الجوي والصاروخي على ردع الهجوم من الفضاء بأسلحته المختلفة من طائرات متعددة المهام وصواريخ أرض - جو وصواريخ باليستية وراجمات إلى قذائف الهاونات، هدفها الردع بالقوة تحقيقاً للسلام». وأكد الأمير خالد، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، أن المحور الأول «الدفاع الجوي المتكامل هو محور في غاية الأهمية في الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل ويعني تكامل القدرات، وتداخل العمليات للدفاع عن الوطن ومصالحه الوطنية في كل مكان وحماية القوات المسلحة وتأمين حرية الحركة لتحييد قدرات العدو، وتدميرها لمنع أي تأثيرات مضادة أو مدمرة من قدرات دفاعه الجوي أو الصاروخي». وأوضح أن «الدفاع الجوي المتكامل يعرف بالتنسيق الوثيق للجهود ووحدة العمل اللتين تعظمان الفاعلية والكفاءة القتاليتين، مشيراً إلى أن التكامل موضوع قديم حديث ضمن أربعة مبادئ عرفت منذ أكثر من 40 سنة لاستخدام الدفاع الجوي وهي الحشد والمزج وخفة الحركة والتكامل». وقال مساعد وزير الدفاع والطيران: «إن التكامل المنشود تحقق في أكمل صوره وهو ما يتيح تنفيذ الغايات الوطنية والأهداف الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية، إضافة إلى أهمية التطابق والتجانس كمضعفات للقوة، التي تؤدي دوراً رئيساً في فاعلية العمليات فيسهل الردع قبل القتال، وحيازة النصر إذا نشب القتال». ولفت الأمير خالد إلى المحور الثاني وهو: «التحديات التي تواجه الدفاع الجوي والصاروخي واستشراف تطور التهديد»، وقال: «لقد اطلعت على دراسة للجيش الأميركي أجريت عام 2002 لتحديد التحديات المستقبلية للدفاع الجوي والصاروخي خلال ال 20 سنة التالية، وقد أعجبتني منهجية البحث التي اعتمدها المسؤولون من الجيش الأميركي إذ بدأت الدراسة الرئيسة بتحديد ستة سيناريوات محتملة الحدوث عالمياً، وتؤثر في مصالح الولاياتالمتحدة الأميركية وتراوح من الأفضل إلى أسوئها»، وأشار إلى أن الدراسة حددت في كل سيناريو أربعة عناصر هي ملامح المستقبل وملامح تطور السيناريو نفسه، وفكرة عمليات الجيش الأميركي والتهديدات المحتملة للدفاع الجوي والصاروخي والتكنولوجيا المتوقع تطورها واستخدامها، وخلصت الدراسة إلى انتقال تحديد المهام للدفاع الجوي والصاروخي للجيش الأميركي، وهي الدفاع عن أرض الوطن والدفاع عن الأصول الجيوسياسية في الدول الأجنبية مثل العواصم الحليفة والدفاع عن المنشآت المساندة في مسرح العمليات وأخيراً الدفاع عن القوات المناورة في الميدان». وأكد أن «التحديات أمام الندوة الدولية للدفاع الجوي 20+20 جسيمة ومتعددة وتتلخص في ثلاثة تحديات أساسية: أولها التحسينات النوعية المتزايدة في السرعة وخفة الحركة والمناورة والقتال في جميع الأحوال الجوية وعلى جميع الارتفاعات، وثانيها الدمج بين نظم مختلفة مدفعية وصاروخية ذات مديات متباينة تصل إلى ارتفاعات مختلفة وبقدرات ضخمة وتحتاج إلى أنظمة قيادة وسيطرة فاعلة، وثالثها التقدم الهائل في عالم الإلكترونيات والاتصالات ونظم الاشتباك». وتابع: «أن هذه التحديات تحتاج إلى فكر وعبقرية إذ إن التقنية تتطور بين يوم وآخر وتتطور بأسرع مما نتصور وتحقق نتائج أعمق مما نتخيل، وهذا يستدعي ألا نركن إلى ما ستسفر عنه هذه الندوة من نتائج، بل يلزم متابعتها وتحديثها وتطويرها سنة بعد سنة إن لم يكن شهراً بعد شهر». وقال الأمير خالد بن سلطان: «إن الأحداث الجارية العالمية منها والإقليمية وتغير موازين القوة من حولنا تدعونا إلى امتلاك القوة في شتى صورها وتطوير قدراتنا القتالية وتحسينها حتى تكون قوتنا المسلحة جديرة باهتمام قائدها الأعلى خادم الحرمين الشريفين ورعاية ولي العهد، وحتى تكون جاهزة لتنفيذ مهامها باحترافية عالية ودقة متناهية».