بمقر معهد قوات الدفاع الجوي بجدة وبمشاركة نحو 21 دولة نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية بمقر معهد قوات الدفاع الجوي بجدة اليوم فعاليات الندوة الدولية للدفاع الجوي 20 + 20 التي تعد الندوة العسكرية الأولى من نوعها على مستوى القوات المسلحة السعودية، والمستوى الدولي، بمشاركة نحو 21 دولة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل قائد قوات الدفاع الجوي الفريق عبدالعزيز بن محمد الحسين وقائد معهد قوات الدفاع الجوي بجدة اللواء الركن عثمان عبدالله الشهري. ثم توجه سمو مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية إلى مقر الندوة بصالة النشاط الثقافي حيث القى كلمة رحب فيها بالقادة العسكريين والمفكرين والباحثين والخبراء والشركات المصنعة على أرض المملكة العربية السعودية. وقال سموه : إن اللقاء يأتي تحقيقا لأهداف علمية عملية دقيقة أهمها تحقيق قدرة الدفاع الجوي والصاروخي على ردع الهجوم من الفضاء بأسلحته المختلفة من طائرات متعددة المهام وصواريخ أرض/ جو وصواريخ بالستية وراجمات إلى قذاف الهاونات ,هدفها الردع بالقوة تحقيقا للسلام. وتطرق سموه إلى أهمية المحاور الأربعة للندوة , وأكد أن المحور الأول (الدفاع الجوي المتكامل) هو محور في غاية الأهمية في الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل ويعني تكامل القدرات وتداخل العمليات للدفاع عن الوطن ومصالحه الوطنية في كل مكان وحماية القوات المسلحة وتأمين حرية الحركة لتحييد قدرات العدو وتدميرها لمنع أي تأثيرات مضادة أو مدمرة من قدرات دفاعه الجوي أو الصاروخي. وأوضح سموه أن الدفاع الجوي المتكامل يعرف بالتنسيق الوثيق للجهود ووحدة العمل اللتان تعظمان الفاعلية والكفاءة القتاليتين , مشيرا إلى أن التكامل موضوع قديم حديث ضمن أربعة مبادئ عرفت منذ أكثر من 40 عاما لاستخدام الدفاع الجوي وهي الحشد والمزج وخفة الحركة والتكامل . وقال سموه : إن التكامل المنشود تحقق في أكمل صوره وهو ما يتيح تنفيذ الغايات الوطنية والأهداف الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية إضافة إلى أهمية التطابق والتجانس كمضعفات للقوة التي تؤدي دورا رئيسيا في فاعلية العمليات فيسهل الردع قبل القتال وحيازة النصر إذا نشب القتال. ولفت سمو الأمير خالد بن سلطان الانتباه إلى المحور الثاني وهو (التحديات التي تواجه الدفاع الجوي والصاروخي واستشراف تطور التهديد) , وقال : لقد اطلعت على دراسة للجيش الأمريكي أجريت عام 2002م بغرض تحديد التحديات المستقبلية للدفاع الجوي والصاروخي خلال العشرين سنة التالية وقد أعجبتني منهجية البحث التي اعتمدها المسئولون من الجيش الأمريكي حيث بدأت الدراسة الرئيسية بتحديد ستة سيناريوهات محتملة الحدوث عالميا وتؤثر في مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية وتتراوح من الأفضل إلى أسوئها. وأشار سموه إلى أن الدراسة حددت في كل سيناريو أربعة عناصر هي ملامح المستقبل وملامح تطور السيناريو نفسه وفكرة عمليات الجيش الأمريكي والتهديدات المحتملة للدفاع الجوي والصاروخي والتكنولوجيا المتوقع تطورها واستخدامها. وخلص سموه إلى أن الدراسة انتقلت بعد ذلك إلى تحديد المهام للدفاع الجوي والصاروخي للجيش الأمريكي وهي الدفاع عن أرض الوطن والدفاع عن الأصول الجيوسياسية بالدول الأجنبية مثل العواصم الحليفة والدفاع عن المنشآت المساندة في مسرح العمليات وأخيرا الدفاع عن القوات المناورة في الميدان. وأكد سمو مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية أن التحديات أمام الندوة الدولية للدفاع الجوي 20 + 20 جسيمة ومتعددة وتتلخص في ثلاثة تحديات أساسية أولها التحسينات النوعية متزايدة في السرعة وخفة الحركة والمناورة والقتال في جميع الأحوال الجوية وعلى جميع الارتفاعات , وثانيها الدمج بين نظم مختلفة مدفعية وصاروخية ذات مديات متباينة تصل إلى ارتفاعات مختلفة وبقدرات ضخمة وتحتاج إلى أنظمة قيادة وسيطرة فاعلة , وثالثها التقدم الهائل في عالم الالكترونيات والاتصالات ونظم الاشتباك. وتابع سموه أن هذه التحديات تحتاج إلى فكر وعبقرية إذ أن التقنية تتطور بين يوم وآخر وتتطور بأسرع مما نتصور وتحقق نتائج أعمق مما نتخيل وهذا يستدعي أن لا نركن إلى ما ستسفر عنه هذه الندة من نتائج بل يلزم متابعتها وتحديثها وتطويرها سنة بعد سنة إن لم يكن شهرا بعد شهر. وقال سموه : إن الإحداث الجارية العالمية منها والإقليمية وتغير موازين القوة من حولنا تدعونا إلى امتلاك القوة في شتى صورها وتطوير قدراتنا القتالية وتحسينها حتى تكون قوتنا المسلحة جديرة باهتمام قائدها الأعلى خادم الحرمين الشريفين ورعايته وسمو ولي عهد الأمين وحتى تكون جاهزة لتنفيذ مهامها باحترافية عالية ودقة متناهية. وفي ختام كلمته قدم سموه شكره لكل القائمين على شؤون الندوة وما بذلوه من جهد وحسن تخطيط والمشاركين فيها والراعين لها. عقب ذلك قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية بافتتاح المعرض المصاحب لفعاليات الندوة الدولية للدفاع الجوي 20 + 20 وتجول داخله واطلع على ما يحتويه من أجهزة وتقنيات حديثة. حضر الحفل معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وسمو قائد قاعدة الملك عبدالله الجوية بالقطاع الغربي اللواء طيار ركن منصور بن بندر بن عبدالعزيز والقائد العام للقيادة المركزية الأمريكية الفريق أول جميس ماتيس.