بدا أن أمانة جدة أدركت أخيراً حتمية اللحاق بركب التقنية المتقدمة، والقفز فوق أسوار التقليدية والمعاملات الورقية، بعد أن ضاق مراجعوها بها ذرعاً وأعناقهم تلوى في سبيل إنهاء معاملة أو الحصول على ترخيص أو موافقة، فأقرت التعامل مع كل أنظمتها «إلكترونياً» بدءاً من نظام المنشآت التجارية ورخص المحال، مروراً بأعمال الرقابة والتدقيق والمتابعة. وكشفت الأمانة في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، بدأها فعلياً في استخدام التقنية الحديثة في تعاملاتها المختلفة، خصوصاً تلك التي بحاجة إلى مراقبة وجولات تفتيشية، مؤكدةً أنها زودت كادرها النسائي من مراقبات ومفتشات بأجهزة «PDA» للمساعدة في تسجيل المخالفات وتطوير أعمال الرقابة على المحال النسائية المخالفة. وأبانت المراقبة في إحدى الأسواق في جدة هناء السميري أن الجهاز الجديد يختصر الكثير من الوقت والجهد للعاملات في مجال المراقبة على الأسواق النسائية، وقالت ل «الحياة»: «سيعمل الجهاز على منحنا فرصاً أكثر للتعامل بكل دقة وحرفية مع المخالفات التي تحدث في المحال النسائية»، لافتةً إلى أن النظام الجديد سيعمل على التحرر من العمل الإداري ذي الطابع الروتيني الممل. وتأتي خطوة «الأمانة» هذه إيذاناً بالانتقال من مرحلة إلى أخرى أكثر دقة وجودة أداء، إذ إن استخدام التقنية وبموجب العمل بها سيتم الاستغناء قريباً عن الإشعارات الورقيّة، كونها توفر الوقت والجهد من طريق سرعة طباعة أمر التحصيل بالمخالفات التي تم رصدها فوريّاً خلال الجولات التفتيشية، وتسجيل الإشعارات إلكترونياً وأرشفتها ووضع قاعدة بيانات لها. وعادت السميري لتوضح أن طبيعة عملها وعمل زميلاتها تحتم عليهن النزول إلى الميدان، ما يتطلب منهن مجهوداً كبيراً «إذا ما علمنا أن عدد المحال النسائية في جدة يزداد يوماً بعد آخر»، وهو ما يستوجب منهن مجهوداً مضاعفاً لحصر كل المخالفات التي تنشأ من تلك المحال، واستدركت: «لكن الجهاز الحديث سيمنحنا فرصاً أكثر وأوسع للتصرف بتقنية أعلى وأفضل من السابق». ويُعنى الجهاز، المعروف ضمناً ب «Personal Digital Assistant»، باستخدام الجهاز الكفي في أعمال الرقابة على المحال النسائية وتسجيل المخالفات، ما يعمل على مساعدة مراقبات القسم النسائي في أمانة محافظة جدة في تطوير أعمال الرقابة. وأكدت مساعد أمين جدة لشؤون القسم النسائي الدكتورة أروى بنت يوسف الأعمى البدء فعلياً في استخدام الجهاز الحديث لرصد المخالفات آليّاً بهدف تسهيل عملية المتابعة والتصحيح، وأتممت النماذج الورقيّة، إضافةً إلى تسجيل فوري للجولات الرقابية أثناء العمل الميداني، وتسهيل عمليّة الإسناد من المشرفة. وكشفت أن جهاز «PDA» سيساعد المراقبات على تفادي المعوقات الموجودة في استخدام الإشعارات الورقية، فضلاً عن الاستفادة من تطبيق التقنية الحديثة على نظام المنشآت التجارية ورخص المحل، ووضع آلية لضبط وتسهيل عمل المراقبات الميداني على المحال النسائية أثناء الجولات التفتيشية. يذكر أن الجهاز يسهل عمل المراقبات ويفرغهن للعمل الرقابي فقط بدلاً من العمل الإداري من خلال تحرير المخالفات بالإشعارات الورقية القديمة، ما يساعدهن في تنفيذ جولات على أكبر عدد ممكن من المحال يومياً، إذ يبلغ متوسط جولات مراقبات «الأمانة» التسع يومياً من 30 إلى 40 محلاً، في حين أن عدد المحال النسائية في مدينة جدة يزيد على ال1500 محل نسائي.