استنكرت وزارة الداخلية في حكومة حماس في قطاع غزة فجر اليوم، مقتل الصحافي ناشط السلام الايطالي فيتوريو اريغوني الذي اختطفته مجموعة سلفية امس الخميس، مشددة على عزمها ملاحقة الخاطفين وتنفيذ القانون في حقهم. وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم الوزارة في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة فجراً "تستنكر الحكومة الفلسطينية الجريمة البشعة التي لا تعبّر عن قيمنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا، وتؤكد أنها ستلاحق باقي أفراد المجموعة وستنفذ القانون بحقهم". واوضح ان وزارته "قامت منذ وصول اشارة اختطاف المتضامن الايطالي فيتوريو اريغوني بالاستنفار الكامل والبحث والتحري واسفرت عن الاستدلال على احد افراد المجموعة الذي اعترف على باقي المجموعة ودل على المكان الذي يوجه فيه المتضامن". واضاف "تحركت الأجهزة الأمنية بكل حكمة وسرعة نحو المكان فوجدت المختطف قد قتل منذ ساعات بطريقة بشعة (بحسب تقرير الطب الشرعي)". واشار الغصين الى ان "المعطيات الأولية تشير إلى نية الخاطفين هي القتل حيث تمت عملية القتل بعد فترة وجيزة من اختطافه". واوضح ان "الدوافع وراء هذه الجريمة وان كانت تبدو بشكل فكري معين، تدلل على أيادي ما زالت تتآمر على شعبنا الفلسطيني في غزة وتريد تحقيق حالة من إرهاب لحركة الشعوب العالمية المتضامنة مع قطاع غزة"، مشيرا الى ان "العدو الصهيوني يبحث في سبل منع أسطول الحرية الثاني (من الوصول الى قطاع غزة) بعد ان كان للحملات الدولية التضامنية اثر ودور في خلخلة الحصار المفروض منذ خمس سنوات". ومن المقرر ان ينقل اسطول دولي صغير يضم 15 سفينة على متنها ناشطون من 25 دولة "في اواخر حزيران/ يونيو" مساعدات انسانية الى غزة. وسيتم ارسال هذا الاسطول، على رغم فشل محاولة اولى في 2010 بعد هجوم اسرائيلي اسفر عن مقتل تسعة اتراك، كما اكدت الاربعاء مؤسسة المساعدة الانسانية، المنظمة التركية غير الحكومية التي شاركت في تنظيم المشروع. وشدد الغصين على ان هذه "الجريمة لا تعكس الحالة الحقيقية لأجواء الأمن والنظام في قطاع غزة"، مؤكدا ان "الحكومة ستبقى حريصة على تعزيز الاستقرار والأمن والأمان إذ أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ سنوات". وكانت مصادر امنية فسطينية في قطاع غزة اعلنت فجر اليوم الجمعة عن العثور على جثة الصحافي الايطالي فيتوريو اريغوني. وقال المصدر "تم العثور على جثة الصحافي الايطالي مقتولا خنقا في مدينة غزة". واشار الى انه "تم القاء القبض على اثنين من الخاطفين وهناك استنفار في الشرطة ووزارة الداخلية (التابعة لحكومة حماس) لالقاء القبض على بقية الخاطفين". وكانت مجموعة سلفية في غزة تطلق على نفسها اسم "سرية الصحابي الهمام محمد بن مسلمة" اعلنت في شريط فيديو بعنوان "فيديو اختطاف الصحافي الايطالي" فيتوريو اريغوني "نعلن مسؤوليتنا عن هذه العملية ونطالب ما يسمى حكومة (اسماعيل) هنية المحاربة لشرع الله الافراج عن جميع معتقلي السلفية الجهادية وعلى رأسهم الشيخ هشام السعيدني". وهددت المجموعة باعدام الرهينة الذي ظهر معصوب العينين في الفيديو وتغطي وجهه الدماء، وقالت "نعلمكم انه اذا لم يتم تنفيذ مطالبنا على وجه السرعة وفي خلال اقل من 30 ساعة من تاريخ 14 نيسان/ ابريل بدءا من الساعة 11 صباحا سيتم تنفيذ الاعدام في هذا الاسير بعد انتهاء المهلة" اي الجمعة عند الساعة 14,00 ت.غ. واكدت مصادر في منظمات انسانية في غزة ان المختطف صحافي وعضو في حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني. وبدأت العلاقة بين حماس والسلفيين تتأزم بعد ان قتلت قوات الامن التابعة لحماس قائد جماعة جند انصار الله السلفية عبداللطيف موسى مع 24 من عناصره خلال اشتباكات في مسجد في مدينة رفح جنوب القطاع في آب/ اغسطس 2009 بعد اعلانه قيام امارة اسلامية في غزة. وعلى رغم قلة عدد اعضاء الجماعات السلفية في غزة والذي لا يزيد عن "المئات" بحسب ما اكد لوكالة فرانس برس مسؤول في احدى هذه المجموعات يدعى ابو البراء، الا ان هذه الجماعات القريبة فكريا من القاعدة تزعج حركة حماس باطلاقها الصواريخ على اسرائيل بالرغم من التهدئة غير المعلنة مع الدولة العبرية، وهو ما تنفيه حكومة حماس. ويتهم هؤلاء السلفيون حكومة حماس بملاحقة عناصرهم واعتقال العشرات منهم لمواصلتهم اطلاق الصواريخ على اسرائيل، كما يؤكد المسؤول السلفي نفسه. ومن ابرز الجماعات السلفية في القطاع "جند انصار الله" و"جيش الاسلام" و"التوحيد والجهاد" الى جانب "جيش الامة" و"انصار السنة"، بحسب ابو البراء الذي يؤكد انه "ليس هناك ادنى تناقض بين تلك التشكيلات" إيديولوجياً. واعلنت حماس في أيار/ مايو 2007 انها قطعت اي صلة لها بمجموعة جيش الاسلام، وذلك بعد قيام المجموعة السلفية بخطف مراسل هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في غزة آلن جونستون الذي حررته قوات حماس بعدما امضى اربعة اشهر في الاسر. من جهتها، اعربت وزارة الخارجية الايطالية عن "هولها الكبير اثر القتل الوحشي لناشط السلام والصحافي الايطالي فيتوريو اريغوني" وقدمت "اصدق تعازيها الى عائلته". ونددت الخارجية في بيان "بأكبر درجات الحزم بعمل العنف المشين والجنوني الذي ارتكبه متطرفون لا يكترثون لقيمة الحياة البشرية". وحملت على قتل "شخص بريء" مذكرة ان الناشط كان موجودا في غزة منذ فترة طويلة ليشهد على وضع الفلسطينيين في القطاع. كما شجبت السلطة الفلسطينية الجمعة قتل اريغوني في قطاع غزة على يد جماعة سلفية كانت خطفته، منددة بهذه "الجريمة السوداء". وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لفرانس برس "ندين بشدة هذه الجريمة السوداء وستكون صفحة سوداء جديدة قام بها المجرمون" مضيفا "نتقدم بالتعازي الى عائلة الايطالي والشعب الايطالي الصديق". وقال عريقات ان "هذه الجريمة لا تمت باي صلة لتاريخ الشعب الفلسطيني واخلاقه وقيمه والى ديننا الحنيف". وأضاف "ندعو حركة حماس لانهاء حالة الفلتان الامني واعلانها قبول مبادرة الرئيس عباس للمصالحة الفورية".