لم يرفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إمكان إجراء اتصالات في المستقبل مع الرئيس السوري بشار الأسد حول مكافحة «وحدات حماية الشعب» الكردية. ومن المعروف أن أنقرة تعتبر هذه الفصائل المسلحة للأكراد السوريين، منظمة إرهابية مرتبطة ب «حزب العمال الكردستاني» المحظور. ونقلت صحيفة «حرييت» عن الرئيس التركي أنه «أياً كانت الأمور التي ستحدث غداً، فسيبقى كل شيء مرتبطاً بالظروف ولذلك لا يجوز بتاتاً التحدث في شكل قطعي بما في ذلك عن الرفض. الأبواب في السياسة تبقى دائماً مفتوحة حتى آخر لحظة». وكان رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني وتركيا رجب طيب أردوغان قد أصدروا في قمة سوتشي يوم الأربعاء بياناً مشتركاً دعوا فيه إلى مواصلة عملية تخفيض التصعيد في سورية التي بدأت في إطار مفاوضات أستانة، وأكدوا استمرار التعاون من أجل هزيمة الإرهابيين النهائية ودعم الحوار الواسع بين السوريين. وشدد أردوغان على أن بلاده لم تبادر حتى الآن إلى أي اتصال مع الأسد بما في ذلك عبر وسطاء. وأشار إلى أن الرئيس بوتين يدرك مدى حساسية موضوع «وحدات حماية الشعب» الكردية بالنسبة إلى تركيا. وقال أنه علم بعدم رغبة الأسد بمشاركة «وحدات حماية الشعب» الكردية في المفاوضات «وهذا ليس مستغرباً». وانتقد الرئيس التركي مجدداً الولاياتالمتحدة لزيادة وجودها العسكري في سورية، وأشار إلى أن واشنطن تزوّد القوات الكردية هناك بالسلاح وتدعم «وحدات حماية الشعب» الكردية بالكوادر. وقال: «ما هي خططهم (الولاياتالمتحدة)؟ ماذا يريدون أن يفعلوا؟ دعونا نستمع إليهم». ونوّه بأنه يود مناقشة هذه المسألة في المستقبل القريب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس دونالد ترامب. وأضاف أردوغان أنه تمت في قمة سوتشي مناقشة مسألة عقد مؤتمر الحوار الوطني في سورية. وقال: «نحن، الدول الثلاث ستقرر من الذي سيدعى إلى المؤتمر. تم تشكيل لجنة من جانب وزارات الخارجية في الدول الثلاث وستجري مقدماً المشاورات اللازمة ونتوقع أنه ستوجه الدعوة إلى المجموعات والفصائل كلها في سورية». وشدد على عدم تغير موقف بلاده من «المنظمات الإرهابية، مثل «وحدات حماية الشعب» و «قوات سورية الديموقراطية». وقال الرئيس التركي أن المؤتمر سيخدم غرضين: وضع دستور جديد وإجراء «انتخابات نزيهة وشفافة» في سورية تحت إشراف الأممالمتحدة. وأردف: «إن الاقتراح حول الدستور الجديد قد تمت الموافقة عليه بالفعل». ووفقاً له، فإن اجتماعات القمة الروسية - التركية - الإيرانية الثلاثية حول سورية قد تعقد في المستقبل في تركيا أو إيران. وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية أمس، أن «وحدات حماية الشعب» الكردية، الجناح العسكري ل «حزب الاتحاد الديموقراطي»، تود المشاركة في مؤتمر «الحوار الوطني» المقرر عقده في 2 كانون الأول (ديسمبر) المقبل في مدينة سوتشي الروسية. ونقلت الوكالة عن متحدث باسم الوحدات الكردية امس قوله إن «القوات معنية ويهمها المشاركة في المؤتمر، لكنها لم تتلق الدعوة حتى الآن». وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، صرح سابقاً بأن «أنقرة لا تقبل بوجود تنظيمات (إرهابية) مثل وحدات حماية الشعب في مؤتمر الحوار الوطني السوري».