تشاور أمس، رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري مع النائب بطرس حرب على خلفية «الأزمة الكبيرة التي وضعت البلد على كف عفريت وأقلقت الناس، ودفعتنا للتفتيش عن المخارج»، وفق تصريح حرب بعد اللقاء.وقال: «ما حصل حتى الآن هو تجاوز الأزمة الخانقة، إلا أنه تأجيل لطرح القضايا العالقة التي أدت إلى بروز هذه الأزمة»، في وقت أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «الأزمة في لبنان لم تنته، وهي مفتوحة، وخارجية بالدرجة الأولى وتتطلب معالجة هادئة وجدية لتحصين الاستقرار وتجنيب البلد أي حصار خارجي». ورأى أن «لا سقف زمنياً للمفاوضات، والحكومة عادية لكنها لا تجتمع». وشدد حرب بعد لقاء بري على أن «التعاطي الجدي يفترض الوضوح في المواقف وإيقاف «التخبيص» بالسياسة ووقف الالتفاف على القانون وان تلعب المؤسسات دورها وتحترم التزاماتها ومكونات الاتفاقات الموضوعة». ولفت إلى أن «الاستقرار والوحدة، لا يحصلان إلا باحترام بعضنا بعضاً واحترام مواثيقنا ودستورنا واتفاق الطائف». ورأى أن «عملية التريث بالاستقالة حصلت نتيجة الاتصالات من كل الاطراف، والرئيس بري جزء أساسي منها، وادت الى نزع الفتيل كي لا ينفجر الوضع الحكومي، إلا أنها يجب أن تستمر لإيجاد المخرج اللائق والجدي الذي يزيل الفتيل نهائياً». وكان المشنوق قال في حوار تلفزيوني ليل اول من امس، إنه «لا يمكن العالم العربي والمجتمع الدولي أن يتقبل فكرة استمرار وجود أدوار لحزب الله خارج لبنان». ورد على قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري بالقول: «هو مرشح للدكتوراه في شتم العرب، وتصريحه عن أن سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض هو تصريح استفزازي من دون أي مبرر، إذ لم يطرح أحد نزع سلاح حزب الله بل المطروح هو الاستراتيجية الدفاعية الوطنية التي يمكن أن يجد سلاح حزب الله دوراً فيها بحيث يكون موجها ضد العدو الاسرائيلي فقط وليس ضد اليمن والبحرين وسورية والعراق». واستغرب «الكلام المهين عن الرئيس الفرنسي الذي وقف في وجه الأميركيين دفاعاً عن الاتفاق النووي الإيراني الغربي». ودعا المشنوق إلى «الاعتراف بوجود أزمة سياسية لبنانية عربية في شأن سياسة حزب الله خارج لبنان، والرئيس الحريري أجرى هبوطاً هادئاً من باب المسؤولية والحكمة والحرص على لبنان للدخول في تفاوض حول إعادة مناقشة مسألة النأي بالنفس بتفاصيلها». ورأى أن «رئيس الجمهورية ميشال عون أقرب إلى الشراكة مع الرئيس الحريري في كيفية تناول موضوع النأي بالنفس خلال المرحلة المقبلة، لكن هذا لا يعني أنه في الموقع ذاته، والرئيس بري ليس بعيداً عن هذا التصور وعن أهمية الحوار وعن جدية تحقيق نتيجة منه».